سنغافورة، واشنطن - رويترز - أفادت صحيفة «واشنطن بوست» أمس، بأن الولاياتالمتحدة كثفت محادثاتها المباشرة مع حركة «طالبان» الأفغانية من أجل التوصل إلى تسوية سياسية تنهي الحرب الدائرة منذ عشر سنوات في هذا البلد، والتي يعتبر محللون أنها ستكون أيسر بعد مقتل زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في الثاني من الشهر الجاري. ونقل التقرير عن مسؤول أفغاني قوله إن «ممثلاً للولايات المتحدة حضر ثلاثة اجتماعات على الأقل في قطر وألمانيا، أحدها قبل ثمانية أو تسعة أيام مع مسؤول في طالبان مقرّب من زعيم الحركة الملا محمد عمر». وأوردت أن «المحادثات التي دارت من خلال وسطاء غير حكوميين وحكومات عربية وأوروبية لا تزال في مرحلة التمهيد»، موضحة أن «الحركة أصرّت على إجراء مفاوضات مباشرة مع الأميركيين، واقترحت فتح مكتب رسمي محددة قطر مكاناً محتملاً له. كما قدمت لائحة مطالب أعلنتها قبل فترة وتتضمن الإفراج عن حوالى 20 من مقاتليها المحتجزين في قاعدة غوانتانامو العسكرية الأميركية في كوبا، وانسحاب كل القوات الأجنبية من أفغانستان، وضمان اضطلاعها بدور رئيس في الحكومة. أما الحكومتان الأميركية والأفغانية فتريدان أن تنهي طالبان كل أشكال العنف، وأن تلتزم بنودَ الدستور الأفغاني وأهمها احترام حقوق المرأة والأقليات وحكم القانون». وأشارت الصحيفة الى أن واشنطن تأمل بتحقيق تقدم في هذه المحادثات قبل تموز (يوليو) المقبل، حين يعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما تنفيذ الجزء الأول من عملية سحب قوات بلاده من أفغانستان في إطار عملية نقل المسؤوليات للقوات الأفغانية والتي ستنجز بحلول عام 2014. ووفرت «طالبان» لسنوات ملاذاً لبن لادن في أفغانستان قبل إطاحة نظامها في كابول عام 2001، ما أشعل الحرب بين قوات الحلف الأطلسي (ناتو) بقيادة الولاياتالمتحدة والحركة المتشددة. لكن تصاعد العنف في أفغانستان إلى أعلى مستوى في السنوات الأخيرة بالتزامن مع تراجع التأييد الداخلي للحرب، حتّم مساندة دول غربية منها الولاياتالمتحدة جهود الرئيس الأفغاني حميد كارزاي في السعي لإبرام مصالحة مع «طالبان». على صعيد آخر، أعلن ثاني أكبر مسؤول عسكري أميركي في أفغانستان العميد ديفيد رودريغرز أن أقل من 100 من أعضاء «القاعدة» لا يزالون في أفغانستان، لكنهم يشكلون «مجموعة أساسية» تمد «طالبان» الأفغانية بموارد ومهارات فنية تستخدم في ميادين القتال. وأكد رودريغرز أن الوقت لا يزال مبكراً للقول إن «مقتل بن لادن أثر في طالبان أو في انسحاب تدريجي للقوات الأميركية يتوقع أن تبدأ في تموز المقبل. واعتبر رد فعل «طالبان» على تصفية بن لادن بطيئاً بخلاف جماعات إسلامية أخرى في أنحاء العالم دعت إلى الانتقام. ويرى محللون أن ذلك يشير إلى أن الحركة تحاول أن تنأى بنفسها عن «القاعدة».