بعد تعهد تنظيم «القاعدة» في بيان الانتقام ل«استشهاد» زعيمه أسامة بن لادن، في العملية التي نفذتها وحدة كوماندوس اميركية في باكستان الأحد الماضي، شدد البيت الابيض على توخي «أقصى درجات اليقظة»، لافتاً الى «إمكان تنفيذ اعمال ارهابية في الولاياتالمتحدة». وعزز ذلك كشف مواد ضبطت في المنزل المستهدف لبن لادن في مدينة أبوت آباد، وتضمنت مخططاً وضعه التنظيم لمهاجمة قطارات اميركية في الذكرى العاشرة المقبلة لإعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001، علماً ان «التحديث الأخير» للمخطط وضع في شباط (فبراير) 2010، «ما يعني ان لا معطيات حديثة حول وجود مشروع اعتداء قيد التنفيذ». وفي مؤشر الى تجاهل واشنطن الكامل لتهديد الجيش الباكستاني اول من أمس بإعادة النظر في سياسة التعاون معها في «الحرب على الإرهاب» إذا استمرت في انتهاك سيادة بلاده، قصفت طائرات أميركية من دون طيار منطقة داتا خيل في اقليم شمال وزيرستان القبلي (شمال غرب)، ما ادى الى مقتل 15 متمرداً على الاقل، أعلن الجيش الأميركي انهم كانوا داخل مجمع سكني وسيارة. وفيما اختتم الرئيس الأميركي باراك اوباما أسبوعه «الاستثنائي» بلقاء عناصر من وحدة الكوماندوس التي نفذت عملية قتل بن لادن، في قاعدة «فورت كامبل» بولاية كنتاكي، أكد مايكل ليتر، رئيس المركز الوطني لمكافحة الارهاب، مراجعة كل الاجراءات الوقائية في الولاياتالمتحدة لحماية الاهداف التي يحتمل ان تتعرض لاعتداءات ارهابية، وبينها البنى التحتية الحساسة وانظمة النقل في انحاء اميركا، معلناً نشر عناصر اضافيين في «الأماكن العامة خصوصاً المطارات». ومع استمرار «التشنج» في الخطاب الباكستاني - الأميركي، صرحت نائبة وزير الدفاع الأميركي ميشيل فلورنوي في خطاب القته في معهد «آسبن»، بأن «اسلام آباد ستحتاج الى إتخاذ خطوات ملموسة وواضحة لإقناع الكونغرس باستكمال المساعدات الأمنية والاقتصادية الممنوحة لها»، والتي ستبلغ 3 بلايين دولار العام 2012. ولفت توجيه النائب البارز في لجنة العلاقات الخارجية هوارد بيرمان، والذي يعتبر احد المؤيدين التقليديين لاستكمال المساعدات، رسالة الى وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون كتب فيها أن «عناصر في المؤسسات الاستخباراتية والدفاعية في باكستان تستمر في دعم جماعات تهدد الولاياتالمتحدة وأفغانستان»، وتساءل عن جدوى استكمال الدعم الذي دعا نواب آخرون الى تجميده موقتاً بانتظار الحصول على توضيحات من إسلام آباد. وشهدت باكستان أمس تظاهرات لآلاف من مؤيدي جماعات اسلامية داعين الى «الجهاد» ضد الولاياتالمتحدة، في حين تجمع عشرات الاندونيسيين المنتمين الى جماعة «القاعدة سولو» وسط جاوا لإعلان استعدادهم التضحية بأرواحهم انتقاماً لمقتل زعيم «القاعدة». وقال رجل الدين في الجماعة امام حوالى 60 رجلا غطوا وجوههم لإخفاء هوياتهم: «لن ينتهي جهاد زعيمنا». كذلك، تظاهر سلفيون في القاهرة ومدينة طرابلس شمال لبنان لادانة مقتل بن لادن، ورفعوا لافتة حملت صورته كتب عليها: «اسامة بن لادن رمز الجهاد، ودم اسامة لن يذهب هدراً». وفي فرنسا، اعلن برنار سكارسيني رئيس القيادة المركزية للاستخبارات الداخلية ان بلاده هي «الهدف الثاني للقاعدة» بعد الولاياتالمتحدة، على رغم انها لم تتلق تهديداً محدداً بعد مقتل بن لادن. وقال المسؤول الامني الفرنسي لصحيفة «لو موند»: «يحتمل ان تتسارع الامور بمقتل بن لادن»، داعياً الى تعزيز الاجراءات في السفارات وفي مواقع المصالح الفرنسية في الخارج ومناطق توقف طائرات «ار فرانس» في افريقيا».