إسلام آباد، واشنطن - أ ف ب، رويترز - بعد خمسة أيام على قتل وحدة كوماندوس أميركية زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن في باكستان، اعلن مسؤولون عسكريون باكستانيون مقتل 15 متمرداً إسلامياً على الأقل في غارة شنتها طائرات أميركية بلا طيار في منطقة داتا خيل بإقليم شمال وزيرستان القبلي (شمال غرب)، معقل حركة «طالبان باكستان» المتحالفة مع «القاعدة». وأوضح مسؤول عسكري باكستاني كبير طلب عدم كشف هويته أن الطائرات الأميركية أطلقت ثمانية صواريخ أصابت أهدافاً متقاربة. وفي حادث منفصل، فتح مسلحون يشتبه في انهم متشددون إسلاميون النار على مجموعة من الشيعة في متنزه ببلدة كيتا (جنوب غرب)، وقتلوا 8 أشخاص على الأقل وجرحوا 15 آخرين، قبل أن يلوذوا بالفرار، علماً أن مسؤولين يتهمون جماعة «عسكر جنقوي» المتحالفة مع «القاعدة» بشن معظم الهجمات ضد الأقلية الشيعية في باكستان. وفي معلومات جديدة عن عملية مقتل بن لادن، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين أميركيين قولهم إن «وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي أي) استخدمت مخبأ في بلدة أبوت آباد، حيث المنزل المستهدف، لاغتيال زعيم «القاعدة». وأشار المسؤولون إلى أن المخبأ استخدم لجمع معلومات استخباراتية وفرها مخبرون باكستانيون عن «نمط حياة» سكان منزل بن لان والنشاطات اليومية فيه. وأعلنوا أن موازنة عملية المراقبة المكثفة منذ اكتشاف المنزل في آب (أغسطس) 2010 بلغت عشرات ملايين الدولارات، والتي تضمنت أيضاً التقاط صور بالأقمار الصناعية وتسجيل أصوات داخل المجمع. إلى ذلك، اعلن مسؤول أميركي آخر رفض كشف اسمه أن عناصر وحدة الكوماندوس التي نفذت العملية عثرت لدى اقتحامها غرفة بن لادن على رشاش كلاشنيكوف من طراز «اك 47» ومسدس من عيار 9 ملم روسي الصنع، مشيراً إلى أن زعيم «القاعدة» رفض تنفيذ الأوامر بتسليم نفسه. على صعيد آخر، أكد رئيس مجلس النواب جون بونر، الشخصية الثالثة في القيادة الأميركية وزعيم الجمهوريين في الكونغرس، ضرورة إبقاء الولاياتالمتحدة تعاونها مع باكستان. وقال: «ليست الآن لحظة الابتعاد عن باكستان، بل لحظة تدعو إلى مزيد من الالتزام معها، وليس اقل من ذلك، وأعتقد بأن مساعدتنا لباكستان يجب أن تستمر». وقدمت الولاياتالمتحدة منذ اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 مساعدة مقدارها 18 بليون دولار إلى باكستان بعد إعلانها وقف دعمها حركة «طالبان»، وموافقتها على التعاون مع واشنطن في مكافحة الإرهاب. ووظف الجزء الأكبر من هذه الأموال في القطاع العسكري بينما وافق الكونغرس عام 2009 على تقديم مساعدة تبلغ 7,5 بليون دولار على مدى 5 سنوات لمساعدة إسلام آباد في بناء مدارس وطرقات وتعزيز مؤسساتها الديموقراطية. وأكد عضوان في مجلس الشيوخ وقفا وراء قانون المساعدات المدنية لباكستان، وهما جون كيري وريتشارد لوغار، انهما يشعران بقلق كبير من احتمال أن تكون باكستان حمت بن لادن، لكنهما آثرا انتظار نتائج التحقيق.