عدن (اليمن)، واشنطن، مقديشو - رويترز، أ ف ب، يو بي آي - بعد أيام على مقتل زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في عملية نفذتها وحدة كوماندوس أميركية في باكستان، وتعهد «تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» الثأر لمقتله، أكد أحد أبناء قبيلة العوالقة التي ينتمي إليها الإمام الأميركي اليمني الأصل المتطرف أنور العولقي نجاة الأخير مع سعودي من مسؤولي «تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» من غارة شنتها طائرة أميركية من دون طيار في محافظة شبوة جنوب اليمن. وقضى في ولاية ابين الجنوبية أيضاً أحد عناصر التنظيم اثر اشتباك مسلح اندلع مع حراس مزرعة للرئيس علي عبد الله صالح. وأعلن المصدر الذي يعمل في الإدارة المحلية بشبوة، حيث تتمتع قبيلة العوالقة بنفوذ واسع، والذي رفض كشف هويته أن «العولقي الذي يساهم في تجنيد شبان يتكلمون الإنكليزية ووافقت واشنطن على اغتياله، وزميله السعودي نجيا من صاروخ أطلقته الطائرة الأميركية على سيارة استقلاها قرب عبدان، كبرى مدن محافظة شبوة. وأضاف إن «سيارتهما القادمة من العتق التي تبعد 50 كيلومتراً من عبدان أصيبت بأضرار طفيفة فتخليا عنها، وصعدا في أخرى». وأبلغ مسؤولون أميركيون محطة «سي أن أن» أن المعلومات الاستخبارية التي دفعت الولاياتالمتحدة الى شن الغارة لم توفرها مواد صادرتها وحدة الكوماندوس الأميركية من منزل بن لادن، معلنين إشراف الجيش الأميركي وليس وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي) على تنفيذ العملية. وكان مسؤول أمني يمني أكد الخميس الماضي مقتل الشقيقين عبدالله ومبارك الحرد اللذين ينتميان الى «القاعدة في جزيرة العرب» في الغارة ذاتها، موضحاً أنها استهدفت سيارة استقلها قيادي سعودي في التنظيم لدى توجهه الى منزل الشقيقين، من دون أن تنجح في إصابته. الى ذلك، أعلن مسؤول محلي مقتل أحد عناصر «القاعدة في جزيرة العرب» وجرح اثنين آخرين، خلال محاولتهم الاستيلاء على مزرعة يملكها الرئيس صالح في ولاية أبين، أحد معاقل «القاعدة» باليمن. كما قصف مسلحون آخرون من «القاعدة» بمدافع «الهاون» المقر العام لشرطة مكافحة الشغب ومعسكراً تابعاً للجيش ومكتباً بريدياً، من دون أن يؤدي ذلك الى سقوط ضحايا. وفي فرنسا، قدر رئيس الإدارة المركزية للاستخبارات الداخلية الفرنسية برنار سكارسيني عدد عناصر «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بحوالى 400 رجل. وقال: «ارتفع عدد عناصر التنظيم من 150 الى 400 رجل خلال عامين، مع توفير حلقة لوجستية تضم بين 150 الى 200 رجل. ومنذ أن أعلن ولاءه للقاعدة عام 2006، ضاعف التنظيم في بلاد المغرب الإسلامي نشاطاته عشر مرات»، مضيفاً إن «فرنسا على رأس الدول المهددة بعمليات التنظيم»، علماً أنه يحتجز منذ منتصف أيلول (سبتمبر) 2010 عشرة رهائن فرنسيين خطفهم في شمال النيجر، إضافة الى إيطالية خطفت في جنوبالجزائر في الثاني من شباط (فبراير) الماضي. ويملك «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، والذي عرف سابقاً باسم «المجموعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية»، قواعد في مالي ينشط منها في دول الساحل، حيث ينفذ اعتداءات وعمليات خطف خصوصاً لغربيين، ويمارس كل أنواع التهريب. وفي الصومال، تعهد متمردون على صلة ب «القاعدة» بالانتقام لمقتل بن لادن، وقالوا إن موته لن يؤثر في قتالهم للإطاحة بالحكومة الصومالية المدعومة من الغرب. وأفاد سكان بأن مقاتلين في «حركة الشباب» في العاصمة مقديشو ارتدوا ملابس بيضاً علامة على الحداد بعد إعلان مقتل بن لادن في باكستان. وقال الناطق باسم الحركة الشيخ علي محمد ريجي أن بن لادن ليس الشهيد الأول، وستضاعف الحركة من جهادها وستهزم أعداءها، ولن تحيد عن طريق زعيم «القاعدة» وستواصل الجهاد إلى ان تذوق الموت الذي ذاقه أو تحقق النصر وتحكم العالم أجمع. وتقاتل الحركة للإطاحة بالحكومة وفرض الشريعة الإسلامية في البلاد. وكانت الحكومة الصومالية التي لا تسيطر إلا على أجزاء من مقديشو حذرت من هجمات انتقامية للشباب. وحضت أوغندا وكينيا اللتان سبق أن تعرضتا لهجمات من جانب الشباب والقاعدة مواطنيهما على توخي الحذر خشية وقوع هجمات انتقامية لمقتل بن لادن.