بدأ الزعيم الليبي معمر القذافي أمس زيارته الأولى لإيطاليا، المستعمر السابق لبلاده. وفي مؤشر إلى نيّته تكريس طي صفحة الماضي الاستعماري، اصطحب القذافي معه إلى روما محمد عمر المختار، ابن البطل الليبي الذي قاد ثورة ضد الإيطاليين انتهت بأسره وإعدامه شنقاً العام 1931. وكان لافتاً أن الزعيم الليبي الذي كان يرتدي حلّة عسكرية مزيّنة بنياشين مختلفة وضع أيضاً على صدره صورة لعمر المختار والأغلال في قدميه بين مجموعة من الضباط الإيطاليين. وكان رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلسكوني في مقدم مستقبلي القذافي في مطار روما. ونقلت وكالة «رويترز» عن بيرلسكوني قوله للصحافيين في المطار، قبل أن ينتقل القذافي إلى غداء رسمي مع الرئيس الايطالي جورجيو نابوليتانو: «لقد اغلق فصل طويل ومؤلم مع ليبيا». أما القذافي فقال للصحافيين إنه يشيد بهذا الجيل من الايطاليين لحلهم هذه القضايا المتعلقة بالماضي بشجاعة كبيرة. وحكمت ايطاليا ليبيا خلال الفترة بين عامي 1911 و 1943 من دون أن تتمكن من السيطرة عليها بالكامل. وانتقد القذافي ايطاليا مراراً بسبب حكمها الاستعماري لكن البلدين يرتبطان منذ فترة طويلة بعلاقات تجارية وثيقة. ومن المقرر ان تنظم احتجاجات عندما يوجه القذافي كلمة إلى الطلاب في جامعة روما اليوم الخميس. كما اعترض بعض اعضاء مجلس الشيوخ على السماح للقذافي بأن يصبح الشخصية الثالثة غير الايطالية التي تلقي خطاباً في المجلس . وكان نواب يساريون اعلنوا مقاطعتهم للخطاب. ومن المقرر ان يجتمع القذافي مع الايطاليين الذين طردوا من ليبيا بعد توليه السلطة يوم السبت، لكن الجالية اليهودية التي فرت من ليبيا رفضت الاجتماع معه في ذلك اليوم.