علمت «الحياة» ان الرئيس بشار الاسد استقبل امس وفداً من وجهاء مدينة السويداء جنوب البلاد، وآخر من الشبيبة السورية للاستماع الى آرائهم المباشرة ازاء الاحداث الجارية، في وقت اعلن مصدر عسكري ان وحدات الجيش بدأت امس ب «الخروج التدرجي» من مدينة درعا جنوب البلاد. كما اعلنت وزارة الداخلية اطلاق 361 شخصاً سلموا انفسهم بعدما تعهدوا «عدم تكرار عمل يسيء لامن الوطن والمواطن». وقال ل «الحياة» جمال ابو حسن إن هدف لقاء 35 من وجهاء السويداء مع الاسد كان ان «نعبر عن دعمنا مسيرة الاصلاح والقرارات الاصلاحية المتخذة ودعم الوطن في هذه المرحلة، لكن الرئيس الاسد اصر علينا ان نقدم آراءها ازاء ما يحصل وكان حريصاً على سماع تفاصيل حياتنا وهمومنا ويسألنا عن كل تفصيل نذكره». وزاد ابو حسن ان مطالب الحاضرين تركزت على تحسين واقع الزراعة وتسويق الانتاج الزراعي وتحسين شبكة الطرقات والبنية التحتية في جنوب البلاد. وكان الاسد استقبل قبل ذلك من يوم امس وفداً من الشبيبة السورية ضم 20 شاباً من مختلف المحافظات. وقال ل «الحياة» هادي معروف احد اعضاء الشبيبة في «الحزب الشيوعي» بزعامة وصاح فرحة بكداش ان الشباب طرحوا «آراءهم بالاحداث بكل شفافية وصراحة». وزاد معروف انه عبر في اللقاء الذي دام نحو ثلاث ساعات عن «دعمنا الكامل للقرارات الاصلاحية التي اتخذت بما فيها انهاء العمل بحالة الطوارئ ومنح الجنسية لاكراد سورية ورفع الرواتب، اضافة الى الاصلاحات الاقتصادية للحفاظ على القطاع العام ومكافحة الفساد». وزاد معروف: «هناك وجه آخر للاحداث في سورية، وهو وجه المؤامرة بسبب مواقفها في مواجهة الامبريالية والمشاريع الخارجية في المنطقة». واذ قال معروف انه تحدث في اللقاء عن تأييده ان يكون قانون الاحزاب المرتقب «حضارياً ووطنياً لا يسمح بتأسيس احزاب على اسس دينية او عرقية او مناطقية»، اوضح ل «الحياة» حازم عمر، وهو من الحسكة في شمال شرقي البلاد، انه تحدث في مداخلته عن المنطقة الشرقية وأهمية النهوض بواقعها. وزاد ان الشباب خرجوا من اللقاء «مرتاحين ومتفائلين بالشفافية والصراحة» التي ظهرت في اللقاء. وجاء هذان اللقاءان ضمن سلسلة لقاءات عقدها الاسد مع وجهات وفعاليات من المدن السورية، يتوقع ان تستمر في الايام المقبلة، بهدف الاستماع الى هموم الناس ومطالبهم في شكل مباشر. الى ذلك، نقلت «الوكالة السورية للانباء» (سانا) عن مصدر عسكري قوله ان وحدات الجيش بدأت صباح امس ب «الخروج التدريجي من مدينة درعا، حيث كانت تلاحق عناصر المجموعات الارهابية فيها تنفيذاً للمهمة التي كلفت بها استجابة لنداءات المواطنين ومناشداتهم الجيش للتدخل وإعادة الأمن والهدوء والاستقرار إلى ربوع المدينة». وزاد المصدر: «ان انجاز المهمات المطلوبة وإلقاء القبض على تلك العناصر الارهابية لتقديمها إلى العدالة، ترك آثاره الإيجابية على نفوس الأهالي وساهم في إعادة الطمأنينة والشعور بالأمن والأمان وأخذت الحياة تعود تدريجياً إلى وضعها الطبيعي». في هذا السياق، قال القاضي محمد ديب المقطرن رئيس إدارة التفتيش القضائي ورئيس اللجنة القضائية الخاصة بالتحقيق بالحوادث التي أودت بحياة مواطنين سوريين إن اللجنة «مستقلة بكل أعمالها وتقوم بمهامها دون سلطة لأحد عليها سوى القانون فهي تقوم بكافة أعمال التحقيق في الأمور التي أودت بحياة المواطنين السوريين عسكريين كانوا أم مدنيين أو من أصيبوا نتيجة الأحداث وسواء كان مرتكب الفعل الجرمي مدنياً أم عسكرياً»، مؤكداً «سرية التحقيقات وأن لا أحد يطلع عليها وعندما تنتهي اللجنة من أعمالها سترفع تقريرها وتحيل من تم التحقيق معه إلى القضاء لمحاكمته عما ارتكبه من أفعال». ونقلت «سانا» عن بيان لوزارة الداخلية قوله امس أن «عدد المواطنين الذين سلموا أنفسهم للسلطات المختصة من المتورطين بأعمال شغب» بلغ حتى يوم امس 361 شخصاً في مختلف المحافظات. وأوضحت :»تم الافراج عنهم فوراً بعد تعهدهم بعدم تكرار أي عمل يسيء الى امن الوطن والمواطن». وكانت الداخلية دعت «المواطنين ممن غرر بهم وشاركوا أو قاموا بأعمال يعاقب عليها القانون» الى تسليم أنفسهم قبل منتصف الشهر الجاري الى السلطات المختصة ل «يصار الى اعفائهم من التبعات القانونية». الى ذلك، اعلنت وزارة الداخلية امس «ضمن خطة لتأمين كوادر متخصصة للعمل في الجهات التابعة لها، رغبتها في تطويع عدد من الشبان من المواطنين بجهاز قوى الأمن الداخلي بصفة صف ضباط من حملة شهادة المعاهد المتوسطة بكافة فروعها، اضافة الى رغبتها في تطويع عدد من الشبان بصفة شرطيين للخدمة في وحدات الأمن المركزي بالمحافظات من حملة شهادة التعليم الأساسي».