انتهى الفنان المصري طلعت زكريا أخيراً من تصوير فيلمه السينمائي الجديد «الفيل في المنديل» عن قصة هيا العمروسي وإخراج أحمد البدري، ويشاركه البطولة في الفيلم ريم البارودي ويوسف شعبان وسعيد طرابيك ورامي وحيد. عن هذا الفيلم يقول زكريا ل «الحياة»: «يتحدث الفيلم بشكل عام عن الإنتماء لمصر وحب الوطن وبعض القضايا الأخرى مثل العمل الاستخباراتي والجاسوسية التي تدور في إطار كوميدي ساخر وتنتهي بمشهد - كان محور اختلاف داخل فريق العمل - وهو مشهد استقبال بطل الفيلم الذي يسكن في أحد الأحياء الشعبية بالأعلام وصور الرئيس السابق مبارك». في شأن ما تردد عن حذف بعض المشاهد والصور التي تتناول الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك من الفيلم، يقول زكريا: «ليست للفيلم علاقة بمبارك غير أنه صوّر قبل قيام الثورة وطبيعي وجود صور مبارك في المكاتب الموجودة وسياق المشاهد الطبيعية، حيث تركت للمخرج والمنتج حرية حذف المشاهد أو تركها وفق ما يتراءى لهما، خصوصاً أن مسألة المونتاج ليس لي دخل أو علم بها». وعن الدعوات التي أطلقها نشطاء على الإنترنت بمقاطعة الفيلم الجديد، يقول طلعت: «لست قلقاً من هذه الحملات وأتوقع مزيداً من الإيرادات العالية لعلمي أن هناك نحو مليوني شخص من جمهوري سيشاهدون الفيلم يوم عرضه الأول، وقد وصلتني رسائل نصية تؤكد لي هذا ولو تم ذلك فستكون إيرادات سابقة في تاريخها، نهاية كل شخص له مطلق الحرية في دخول الفيلم». وكان زكريا قد تعرض أخيراً لموجة من الانتقادات الساخرة بعد الهجوم الذي شنه على المعتصمين في ميدان التحرير أثناء ثورة 25 كانون الثاني (يناير) واتهامهم بتعاطيهم المخدرات في الوقت الذي أعلن فيه تعاطفه مع الرئيس المخلوع مبارك، ما أدى إلى إدراجه ضمن ما يسمى قائمة العار، قائمة من هاجم الثورة المصرية من قبل نشطاء المواقع الاجتماعية في ال «فايسبوك» و «تويتر» على شبكة الإنترنت. ويتمسك زكريا بتصريحاته التي هاجمت قلة من المعتصمين، على حد وصفه، موضحاً أنه لم يقصد الإساءة للمعتصمين كافة وأنه ما زال يمتلك الأدلة الكافية التي تفضح هؤلاء القلة. ويدعو زكريا منتقديه الى تفهم موقفه تجاه الثورة قائلاً «والله يا جماعة لم أكن ضد الثورة على الإطلاق كما فهمتم بل هاجمت بعض الشباب الذين أساؤوا إلى كل المعتصمين في هذا الوقت، أنا مع التغيير والحريات ودفاعي لم يكن على سياسة مبارك وتصرفاته بل كانت عن مبارك الإنسان وليس الحاكم». ويرى زكريا أن عصر الحريات الذي يحياه المجتمع المصري حالياً سيلقي بظلاله على الأعمال الفنية في الفترة المقبلة منتقداً من يدعو إلى إلغاء الرقابة على العمل الفني كون المجتمع المصري مجتمعاً شرقياً له عاداته وتقاليده التي يجب على الجميع احترامها. ويضيف زكريا: «رقابة الفنان على نفسه تعلو أي رقابة أخرى، لا اختلف على الحرية المطلقة في التعبير عن الآراء السياسية، في رأيي أن الرقابة المصرية لم تقف يوماً ما أمام ذلك، أما المشاهد الإباحية فلا يصح غياب الرقابة عنها ونحن لسنا أميركا أو الغرب». وبعد إعلانه استعداده لبدء التصوير في فيلم يتناول حياة الرئيس المخلوع مبارك قبل سقوط النظام السابق، صرح زكريا بتراجعه عن هذا الدور بحجة أن الفيلم كان من المقرر تناوله سلبيات حكم مبارك مثل ما قدّم في فيلمه السابق «طباخ الرئيس» وهو ما لا يصح تقديمه بعد رحيل مبارك كما يقول.