سأظل أكتب في هذا الموضوع كثيراً حتى يحدث المراد، والمراد لن يخرج بالطبع من مصباح علاء الدين بعد أن نلمعه ونقول ما نتمنى وننتظر خروجه علينا بجسده الضخم ليقول لنا «شبيك لبيك»، بل علينا زرع هذه الثقافة بعد أن نتبناها لنعلمها لأولادنا النشء الجديد ونظل نتحدث عنها حتى نتمكن من تغيير أفكار وسلوكيات من تربوا على هذا الأسلوب حتى نتمكن من النظر إلى الموضوع وإلى المواضيع المشابهة من زاوية أعمق وأكبر وأجمل. ذكرت صحيفة إلكترونية خبراً عن قيام زوج بتطليق زوجته بعد أن ظل لمدة 9 أشهر يحاول إرضاء والدها ويحاول استردادها لتعود لمنزله الذي خرجت منه جبراً بعد أن زارها والدها فجأة وظل يطرق الباب فلم يفتح له أحد وسمع صوتاً يقول لها لا تفتحي - كما ذكر الخبر - وظل بالباب حتى فتحت له ابنته ورحب به زوج ابنته ونظراً لأنه استشاط غضباً مما سمعه أو مما أغضبه أصر على اصطحاب ابنته معه لبيته رافضاً كل توسلات زوجها العريس الذي حاول إيضاح الموقف وأنكر تماماً ما سمعه الأب وعندما طالت المدة طالبهم بالمهر الذي دفعه وعندما رد الأب المهر أرسل أمه به إلى زوجته التي لم يتهنَّ بها ولا معها لأنها لا ذنب لها في الطلاق الذي حدث فهي مسألة شخصية وسوء فهم بين الزوج والوالد فقط. أترككم قليلاً وأرحل بموضوع آخر قرأته في مجلة عن فتاة سعودية خطبها قريبها وعقد قرانه عليها لمدة خمس سنوات دون أن يكمل الزواج نظراً لاعتذاره كل صيف عن عدم قدرته المالية على مصاريف الفرح وتجهيز المنزل المناسب، عندما تقرأ الحكاية من وجهة نظر الفتاة المتعلمة التي درست طب الأسنان وقبلت الزواج من قريبها غير المتعلم (تشعر أن الفتاة مظلومة) وأن الرجل ظلمها بالسنوات الخمس التي ظلت فيها في انتظاره ليتمم الزواج الذي انتهى بطلاقها فجأة دون شرح الأسباب، وعندما تقرأ كلمات الرجل تشعر أنه رغم أنه تسبب في تعاستها دون ذنب نظراً لرغبته في أن (تزهق هي وتطلب الطلاق حتى ترد المهر الذي تسلمته ولا يعاب عليه أنه تركها بعد كل هذا الانتظار) تشعر أنه أيضاً مظلوم رغم أنه تباطأ في قراره كثيراً دون النظر إلى مشاعر خطيبته نظراً لأنه كان ممنوعاً من مشاهدتها والحديث معها حتى إنه لم يتمكن من رؤيتها الرؤية الشرعية، وعندما رآها أخيراً شعر بأنها ليست الفتاة التي وصفتها له أمه وأخواته البنات الذين استطاعوا رؤيتها ونقل أوصافها له وعلى هذا الأساس خطبها. بالطبع الموضوعان مترابطان؛ الأول الوالد ذهب لمنزل ابنته وزوجها فجأة دون اتصال سابق ودون إتاحة الفرصة لهم للاستعداد وغضب عندما تركوه على الباب لفترة طويلة رغم أن البيوت مستورة والزيارات يجب أن تكون مجدولة وأن يعلم صاحب الدار (رجلاً وامرأة) بأمر الزيارة. الثانية بالطبع الضحية هي الفتاة التي انتظرت خمس سنوات كاملة والسبب الحقيقي خلف ذلك هو عدم إتاحة الفرصة للعروسين لرؤية بعضهما بعضاً والتعرف على بعضهما والنتيجة خطيب خجل من المواجهة والمطالبة بحقه الشرعي في الرؤية ورغب في استعادة المهر دون إحراج من العائلتين نظراً لصلة القرابة والنتيجة بالطبع فتاة تعيسة ومصدومة وأسرتان سيفرقهما الحدث المؤلم. يجب أن نتغير المآسي أمامنا كثيراً وما أضعه ليس إلا حالتان فقط من الحالات التي تحدث كل يوم وكل ساعة وتترك فواجع وآلاماً في قلوب الناس نتيجة لاستمرار البعض في اقتحام منازل أبنائه ونتيجة لعدم تطبيق الشرع كما أمر الرسول الكريم في حق المخطوبين في الرؤية الشرعية التي تتيح لهما الموافقة الجدية على الزواج. [email protected]