صححت جهات أمنية وسياسية أميركية معلومات أمس في شأن هوية نجل زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن الذي قتل معه في مخبئه ببلدة أبوت أباد القريبة من العاصمة الباكستانية إسلام أباد. فقد أورد موقع «لونغ وار جورنال» الأميركي المتخصص في مكافحة الإرهاب أن النجل القتيل هو حمزة بن لادن (20 عاماً). وأضاف أنه تم قتل وأسر 22 شخصاً في الغارة التي أسفرت عن قتل زعيم «القاعدة». وذكرت صحيفة «لندن إيفينينغ ستاندارد» البريطانية أمس (الأربعاء) أن أزمة ديبلوماسية اندلعت بين باكستانوالولاياتالمتحدة بسبب زوجة أسامة بن لادن أمل أحمد السادة التي أصيبت بجروح أثناء قتل زوجها. وأوضحت أن القوات الأميركية التي هاجمت مخبأ زعيم «القاعدة» كانت تخطط أصلاً لنقل جثة ابن لادن وزوجته أمل الجريحة على متن إحدى مروحيتين نفّذت بهما الهجوم، لكن تحطّم إحداهما جعل الأماكن في المروحية الأخرى غير كافية لنقل الزوجة، فاضطرت إلى تركها في المنزل. وطلبت السلطات الأميركية من باكستان السماح لها باستجواب زوجة ابن لادن على أمل الحصول على مزيد من المعلومات منها. غير أن باكستان رفضت. وأضافت الصحيفة أن زوجة ابن لادن اليمنية الجنسية التي تبلغ من العمر 27 عاماً نقلت للعلاج في مستشفى عسكري في روالبيندي. وفي ضربة أخرى للتعاون الأمني بين الجانبين الأميركي والباكستاني، قالت إسلام أباد إنها ستقوم بترحيل زوجة ابن لادن الجريحة إلى اليمن بعد تعافيها. وأكدت السلطات الباكستانية أن أفراد أسرة زعيم «القاعدة» الذين نجوا من القتل في غارة الأحد الماضي سيبقون تحت حمايتها وأنهم سيبعدون إلى البلدان التي يحملون جوازات سفر منها. وسيحرم ذلك الولاياتالمتحدة من الحصول على معلومات مهمة عن نشاطات ابن لادن أثناء سنوات اختفائه بعد الاحتلال الأميركي لأفغانستان رداً على هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001.وعلى صعيد آخر، نسبت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية أمس إلى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ليون بانيتا قوله لعدد من أعضاء الكونغرس الأميركي إن القوات الأميركية التي قتلت ابن لادن عثرت في حوزته على ورقة نقدية من فئة 500 يورو تمت خياطتها ضمن الثوب الذي يرتديه، وورقة عليها رقمي هاتف للاتصال بهما في حال حدوث طارئ. وتساءلت الصحيفة: لماذا اليورو وليس الدولار وهو العملة الأكثر رواجاً في تلك المنطقة؟ وهل يعني ذلك أن ابن لادن ظل يرتدي ثوباً واحداً طوال سنوات اختفائه أم أن ذلك المبلغ تمت خياطته في جميع ثيابه؟ ورجحت «ديلي تلغراف» أن اختيار ابن لادن العملة الأوروبية الموحّدة ناجم عن كراهيته للعملة الأميركية وسياسات الولاياتالمتحدة. وفي لندن، ثارت ضجة على عمدة لندن السابق كين ليفينغستون الذي صرّح أمس بأن الطريقة التي قتل بها زعيم تنظيم «القاعدة»، كونه أعزل من السلاح، تجعل الرئيس الأميركي أوباما أشبه بزعماء العصابات. وقال إنه كان يتعيَّن أسر ابن لادن ومحاكمته على ما اقترفه من أعمال إرهابية.