أكد أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي، أن الاستخبارات الإيرانية تغلغلت في عمق تنظيم «داعش» الذي حاربته على جبهتي العراق وسورية إلى جانب ميلشيات موالية. في موازاة ذلك، قالت مصادر سورية محلية إن فرقاً هندسية إيرانية باشرت العمل على إعادة بناء المنفذ الحدودي بين سورية والعراق شرقَ مدينة البوكمال، شمال شرقي سورية، بعد استعادة السيطرة عليها تماماً من «داعش»، تمهيداً لافتتاحه. وفي تصريح لمناسبة ذكرى تأسيس قوات الحفاظ على أمن الطيران، قال القائد الأسبق لقوات الحرس الثوري أمس، إن «الاستخبارات الإيرانية اليوم هي أقوى استخبارات في الشرق الأوسط، وبعد نشر أسرار ووثائق داعش مستقبلاً سيتبين أننا كنا قد تغلغلنا في عمق داعش، ولم نكن فقط نقاتل هذا التنظيم عند الحدود أو في سورية والعراق». وأضاف رضائي: «في وقت ما كنا نحقق أمننا واقتدارنا في الداخل، إلا أن هذا الأمن يتم توفيره الآن خارج الحدود وفي المنطقة، ونحن نقاتل الإرهابيين خارج الحدود، لأن أمننا مرتبط بأمن المنطقة». وتابع رضائي أن «الاقتدار قد عاد اليوم إلى العراق وسورية، وسيعود إلى فلسطين أيضاً، وسيكتمل أمن واقتدار المنطقة بمحورية إيران». وأكد المسؤول الإيراني أن «المسؤولية الملقاة اليوم على عاتق المسؤولين جسيمة جداً، وأمننا واقتدارنا اليوم وفّرا الأجواء لنحقق تقدماً في سائر المجالات الاقتصادية والثقافية والصناعية وغيرها». في موازاة ذلك، بدأت إيران العمل على إعادة بناء المنفذ الحدودي بين سورية والعراق، شرقَ مدينة البوكمال، والذي كان مغلقاً تماماً منذ أن سيطر «الجيش الحر» على المنطقة، منذ ما يزيد على أربع سنوات، وذلك تمهيداً لافتتاحه بين البلدين بإشرافها. وقالت مصادر محلية إن فرقاً هندسية إيرانية باشرت العمل على إعادة البناء في المعبر خلال الأيام الفائتة، بعد أن سيطرت على كامل المدينة، حيث تقود إيران العمليات العسكرية، وهي من دخل المدينة السورية عبر بوابة العراق وسيطرت عليها بقيادة قاسم سليماني قائد «قوة القدس»، المسؤولة عن العمليات العسكرية في الحرس الثوري الإيراني. وتعزز الإجراءات الإيرانية نفوذ طهران شرق سورية بعد أن ثبت وجودها جنوب البلاد. ومنذ دخلت طهران على خط الأزمة، أوضحت أن أحد أهدافها هو استكمال الطريق البري طهران- بغداد- دمشق- بيروت، حيث نجحت في فتح الممر الاستراتيجي الذي يربطها عبر العراق بالبادية السورية، باتجاه الساحل السوري والحدود اللبنانية، لتوفير الدعم اللازم لحليفها «حزب الله». ووفق معلومات متطابقة، بدأت إيران فعلياً استخدام الخط البري الواصل بين العراق وسورية، حيث دخلت قافلة من «الحرس الثوري» الإيراني و «الحشد الشعبي» العراقي خلال الأيام الماضية الأراضي السورية، عبر مدينة البوكمال واتجهت نحو مدينة دير الزور، لتعلن أول استخدام حقيقي لهذا الممر، خط «طهران- دمشق» لأغراض عسكرية، ويعطيها ذلك حرية في الحركة والتنقل بين العراق وسورية، وصولاً إلى الغرب والجنوب عبر البادية.