احتفى النادي الأدبي في جدة مساء الثلثاء الماضي بالإعلامي والشاعر الراحل مطلق الذيابي نظير جهوده الكبيرة في الإعلام السعودي، وما قدمه في المشهد الشعري المحلي. واستهلت الأمسية التي حضرها عدد من الإعلاميين بعرض مرئي عن حياة الراحل ولمساته الإعلامية في غير برنامج ومشاركة فنية. وقال نجل الراحل سعود الذيابي: «صدقوني لو أنه ما زال يعيش بيننا وشهد هذا الكم الكبير من الحب الفياض من محبيه ومعجبيه، لشعر بسعادة غامرة، لأنه كان يتمتع بحس شفاف يثمن المشاعر الإنسانية الرقيقة من ذوي الحس النبيل المرهف، الذين يقدرون الإبداع الأدبي والفني، ولعل شهادتي مجروحة في حق والدي، ولكن شهادتكم من المؤكد منزهة عن الشك». وزاد: «على رغم مرور ثلاثين عاماً تقريباً على رحيله عن دنيانا، إلا أنه في ليلة التكريم هذه باستذكار جوانب شتى من شخصيته كمبدع متعدد المواهب، تجيش في النفس مشاعر ممزوجة من الفرح والحزن، وبهذا نشعر بأنه ما زال يعيش في ذاكرة وقلوب محبيه». وتحدث خلال الأمسية صديق الراحل منصور بن سلطان وقال: «أشعر بأن تكريم مطلق الذيابي هو تكريم لي، فهو رجل في رجال وفنان متألق وشاعر ملهم وإنسان ذو خلق رفيع»، مضيفاً: «سخرني الله أن أهتم بتراث هذا الرجل، فأصدرت مؤلفاً يحوي أعماله الإذاعية والفنية، كما يحوي الكتاب ما قيل في رثائه من شعر ونثر، وحاولت معه العديد من المرات أن يصدر ألبوماً غنائياً، ولكنه كان يقول لا أتاجر بفني ولكنني أهواه، ثم أصدرت ذخائر الذيابي الذي يقع في مجلدين»، مشيراً إلى أن الراحل كانت له مواقف إنسانية مع عدد من محبيه «وله دور كبير في الإذاعة السعودية من بدايتها، فكان هو الإذاعة بذاته، كما لحن لعدد من الفنانين العرب». وفي مداخلة هاتفية، قال الإعلامي الكبير حسين نجار إن الذيابي «رمز من رموز الإعلام السعودي والإذاعي على وجه الخصوص، وله باع في إدارة الكلمة والحوار وتقديم الأداء المميز»، مضيفاً: «تتلمذت على يديه بطريقة مباشرة وغير مباشرة، ولم يكن يبخل بالنصح والتوجيه وتقديم عصارة تجاربه للآخرين، ليفيدوا منها وقد ترك خلفه مجداً كبيراً». وقرأ الدكتور يوسف العارف ورقة قدمها عن الحب الشعري عند مطلق الذيابي، من خلال ديوانه «أطياف العذارى»، ثم توقف العارف عند ثلاثة من أهم البرامج الإذاعية التي كان يقدمها الراحل عبر الإذاعة وهي: في رحاب الإيمان ومن البادية وثمرات الأوراق. ووصف أحمد حريري الذيابي في مداخلته بأنه «أستاذ وأديب وشاعر ومعلم الأجيال والصوت العذب، الذي افتقده المايكرفون»، مضيفاً: «أن من المؤسف أن هذا التكريم جاء بعد وفاته ولم يكن في حياته حتى تكون للتكريم فرحتان وليس فرحة واحدة»، مستشهداً في ذلك بلاعبي كرة القدم الذين يكرمون في حياتهم. موضحاً ان الذيابي إنسان «بمعنى الكلمة وعملت معه وأنا طالب وتشرفت أن أكون تلميذاً له، وعاصرته كأديب ومذيع وفنان وكتب مؤلفات كثيرة، ولحن كثيراً من الأغاني ويعتبر أول من قدم برنامج البادية، إضافة إلى برنامجه ثمرات الأوراق وهو برنامج أدبي ثقافي اجتماعي، وبرنامج خاطرة وكان من أشهر قراء نشرات الأخبار». وقال الإعلامي الكبير الدكتور محمد صبيحي: «عندما جاء الشيخ جميل الحجيلان الى الإعلام وحدد من يقرأون نشرات الأخبار بالأسماء التالية والذين كان من ضمنهم: مطلق الذيابي، محمد صبيحي، عباس غزاوي وعبدالله راجح»، مشيراً إلى ذكرياته معه والصداقة الحميمة مع وجود التنافس الشريف، مشيداً ببرنامجه الشهير من البادية، الذي كانت بسببه تمتلئ ساحة الإذاعة، ولقي نجاحاً رائعاً». وأكد الإعلامي حسين العسكري أن الذيابي كان هامة عالية، أجاد حكايات البادية وكان يكتب الشعر بالفصحى والمحكي وكانت أخلاقة عالية.