{ العصامية والجدية تصنعان تميز المجتمعات ومن خلالهما نصنع الفارق ونلغي المستحيل من حياتنا. الدكتور محمد آل عمرو نموذج للمواطن الصالح في إعداده لنفسه وتسلحه بالعلم والمعرفة ومن ثم انتقاله لميدان العمل وإبداعه في كل المناصب التي تقلدها. فاز به ميدان التعليم لفترة، وفازت به ميادين الشرطة من قبل لفترة، وتوج مراحله بمجلس الشورى كأمين عام له، ثم تفرغ بعدها لحياته الخاصة. عندما تستمتع له ترى العقل يحيط بك في كل اتجاه، شخصية رجل الدولة تلقي بظلالها عليه فتضفي عليه هيبة ووقاراً. هو ليس مندفعاً ولا يتكلم من فراغ، يتمهل كثيراً وقد يجعله ذلك يتأخر أحياناً، ولكن الحرص والمسؤولية هما من يجعلانه هكذا. يعكف الآن على كتابة سيرته الذاتية. وحتما ستحفل بالكثير من الخبرات والتجارب التي يحتاجها الجيل الحالي ومن بعده. البيئة الجنوبية شأنها شأن باقي المناطق ماذا شكلت بداخلك؟ - كما تعلم ويعلم القارئ الكريم فإن البيئة الاجتماعية في الجنوب بيئة محافظة في ما يتعلق بالقيم الدينية والاجتماعية، فكانت الأسرة الجنوبية تحرص على تربية أبنائها على قيم تقدير الذات واحترام الآخر وحقوقه وتوقير الكبير وحفظ حقوق الجار والصدق والكرم والشجاعة والنخوة في غير تهور ولا مغامرة، ثم تعوده على تحمل مسؤولية المشاركة في كل الأشغال المهنية كل أسرة بحسب ما تمتهنه من أعمال الفلاحة والرعي والتجارة وغيرها. ومن هنا تتكون في سن مبكرة الشخصية الإيجابية الناضجة التي لا تقبل أن تعيش على هامش حياة الأسرة والمجتمع، ومن هنا تتشكل أهداف وطموحات المستقبل لدى الشباب تغذيها وتوقد أوارها روح المنافسة بين الأقران والزملاء بعيداً عن قيم المنافسة السلبية مثل الحسد ونحوه. ففي هذه البيئة نشأت ومنها تشكلت شخصيتي. ما شهادتك على كليات المعلمين.. هل نجحت في مهمتها أم أنها سبب في ضعف المعلمين الآن؟ - بداية قد تكون شهادتي في كليات المعلمين مجروحة، ولكن حينما نضع مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات العاطفية، فإنني أقول إن مسيرة تاريخ إعداد المعلم السعودي التي بدأت مبكراً تحت إشراف المديرية العامة للمعارف ثم وزارة المعارف ثم وزارة التعليم مسيرة حافلة بالإنجاز والعطاء وتخريج معلمين يفخر بهم وبمخرجاتهم الوطن في مختلف التخصصات التي كان الميدان التعليمي يحتاجها أولاً بأول. وأسهمت تلك المسيرة في سعودة الوظائف التعليمية إلى نسبة تقارب 100 في المئة، وكانت مناهج إعداد المعلمين في كليات المعلمين تراجع وتطور أولاً بأول لمراعاة مستجدات العلوم والمعارف وتطورها، وكذلك القبول فيها يتم بالتنسيق مع وزارة الخدمة المدنية بحسب احتياج الوزارة من المعلمين، وكانت هذه المرونة من أبرز الميزات التي تمارسها الوزارة في سياسة القبول حتى لا تكون هناك مخرجات أكثر من الحاجة وأيضاً لا يحدث عجز مجدد في الاحتياج تضطر الوزارة معه للتعاقد من الخارج؛ ناهيك عن أن كليات المعلمين كانت بيت الخبرة الفاعل لوزارة التعليم بما تقدمه من بحوث ودراسات وحلول للمشكلات. وأزعم من خلال الخبرة أن أي كلية، سواء كلية معلمين أم كلية تربية تكون حازمة في انضباط حضور الأساتذة والطلاب لمحاضراتهم واستخدام استراتيجيات التدريس المختلفة ومحاسبة المقصرين منهم، وتمنع اعتماد الطلاب على غير الكتاب الجامعي وبعض المراجع المهمة من غير اختزال أو تلخيص، مع التركيز على المهارات العملية وتطبيقها وإنتاجها داخل الكلية، ولا تكتفي بأقل من ثماني زيارات لطلاب التربية الميدانية من أساتذة متخصصين في المناهج وطرق التدريس، لا يمكن أن تكون مخرجاتها ضعيفة. كيف ترى التربية الإسلامية مقارنة بالتربيات الأخرى. هل لا تزال تملك التأثير أم أننا تخلفنا عن الركب؟ - إن غاية التربية الإسلامية هي إعداد الإنسان الصالح جسداً وعقلاً وروحاً وفق عقيدة المجتمع وحاجاته ومصدرها الوحي. وهي بهذا تختلف عن الفلسفات التربوية الوضعية. أما مسألة التأثير والتخلف فهي مرتبطة بالسياقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المجتمع الإسلامي قوة وضعفاً. كيف تقوم أداء القيادات التعليمية عندنا؟ وهل لا بد للقائد التعليمي أن يأتي من ميدان التعليم؟ - القيادات التعليمية ما دون القيادات العليا في الوزارة هم قيادات تنفيذية لما يردهم من برامج وخطط وأنشطة، ولكن من خلال ملاحظاتي الشخصية أرى أن الميدان التعليمي يزخر بكفاءات قيادية بارزة على مستوى الإدارات التعليمية والأقسام والمدارس، لديها القدرة والدافعية لحفز الإبداع والابتكار وإذكاء روح المنافسة بين الطلاب، وتبرز كفاءتهم القيادية في قدرتهم الفذة على تجاوز كثير من التحديات المتعلقة بالصلاحيات والإمكانات المادية والمعنوية، ويمكن الحكم على مناسبة اختيار القائد التعليمي من خلال امتلاكه للسمات القيادية أولاً ثم مؤهلاته العلمية التربوية ثم خبراته العملية في ميدان التعليم. هل تشعر بالعمل المؤسسي في المنظومة التعليمية عندنا بالذات؟ - من المهم جداً في العمل المؤسسي ثبات واستقرار تلك الأنظمة وألا تتأثر بتغيير القيادات إلا ما كان في إطار المرونة للتطوير والتحديث تبعاً لعمليات التقويم والقياس. ولوحظ في فترات سابقة عدم استقرار العمل المؤسسي في الوزارة (التعليم العام) ففي الوقت الذي تعلن الوزارة عن وجود خطة عشرية تتحدد فيها الغايات والأهداف، وتصل هذه الخطة إلى مراحل متقدمة لاعتمادها، تعلن فجأة على لسان وزيرها التالي أنها لا تملك خطة استراتيجية وهكذا تضطرب رؤية الوزارة عند كل تغيير في القيادات العليا، وكذلك تعاني الوزارة من كثرة البرامج التجريبية مع كل عهد جديد في الإدارة العليا. حتى متى والمعلم مظلوم في تعليمنا ودائماً نحاصره بتعميمات ونفرض عليه من دون الرجوع له؟ - لا أتفق معك على تعميم صفة المظلومية على عموم المعلمين، نعم قد تكون هناك حالات فردية أو حتى لشريحة معينة، لكنها دائماً تحظى بعناية المسؤولين وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وأرجو ألا تكون إثارة الإعلام لهذه المظلومية وتضخيمها سبباً في عدم مبالاة بعض المعلمين في أداء واجبهم المهني تجاه بناء وتكوين جيل المستقبل، الأمر الذي انعكس على مستوى التحصيل المعرفي لطلابهم. لماذا يتغنى البعض بجدية التعليم سابقاً ويتحسر على حال التعليم الآن؟ من خذل من في ذلك؟ - كل من اطلع على كفاءة مخرجات التعليم في الماضي يلحظ جلياً الجودة العالية في كمية الحصيلة من المحتوى المعرفي، إضافة إلى إجادة مهارات اللغة العربية «الخط والإملاء، والقراءة والكتابة، والإلقاء والخطابة، مع العناية الفائقة بالنحو والأدب»، وللأسف هذا ما تفتقده شريحة كبيرة من مخرجات التعليم في الحاضر. وأستطيع القول إن من أبرز أسباب ضعف المخرجات الحالي عدم مبالاة بعض المعلمين، اكتفاء المعلمين بالقليل من الطلاب، انحراف مفهوم التميز لدى الوزارة الذي خصصت بموجبه جوائز سنوية مجزية عما يقدم للطالب داخل الفصل إلى ملفات تحوي بعض الشواهد التي يجري استنساخها من بعض. وقد يأتي انشغال المعلمين بإعداد تلك الملفات على حساب الحصص اليومية؛ عدم تعاون بعض الأسر مع المدرسة، سواء في متابعة تحصيل الطالب أم في انضباط حضوره اليومي من دون انقطاع. كما أن هناك ضعفاً ملحوظاً في مخرجات كليات التربية ينعكس في مستوى نتائج اختبارات قياس كفايات المعلمين. الشخصية السعودية هل هي واضحة المعالم، أم أنها لا تزال في طور التعرف على نفسها؟ - نعم الشخصية السعودية واضحة المعالم «سعودية عربية إسلامية عالمية»، فالهوية السعودية مصدر فخر واعتزاز للإنسان السعودي تبدو في أبهى تجلياتها حين تضمحل أمامها كل الانتماءات المناطقية والقبلية والطائفية؛ والهوية العربية حينما تحمل المملكة هموم العرب وقضاياهم المصيرية وتدافع عنها، وكذلك في الهوية الإسلامية إذ أنعم الله على المملكة بخدمة أقدس بقاع العالم المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف. وتحملت المملكة أعباء الدعوة إلى الله على هدى وبصيرة في كل أنحاء العالم، لتبين للناس سماحة الإسلام وعدله دونما غلو ولا انحلال؛ والهوية العالمية تتجلى في محافظة الإنسان السعودي على أنبل القيم الإنسانية ورعايتها وامتثالها في سلوكه وعلاقاته الإنسانية بصرف النظر عن انتماءات الآخر الدينية أو الوطنية. ما مشكلة المجتمع مع مجلس الشورى؟ لماذا الطموحات أكثر من الواقع؟ - مشكلتهم ناتجة من نقص الوعي لديهم بأنظمة المجلس ولوائحه وصلاحياته. وعلى رغم انفتاح المجلس إعلامياً واستقباله للوفود المجتمعية الزائرة التي لا تكاد تنقطع في كل يوم إلا أنه ما زال مطالبا بالكثير من آليات التواصل الإعلامي والمجتمعي. أما كون الطموحات أكثر من الواقع فهذا شيء إيجابي حتى يستمر العطاء والتحديث والتطوير. ما كنت تعرفه عن المجلس قبل كيف وجدته عندما التحقت به؟ - كنت أعتقد أن بيد المجلس عصا سحرية لحل كل المشكلات التي يواجهها المجتمع، ثم وجدته يعمل وفق نظامه وصلاحياته بطريقة منظمة ودقيقة تستوعب كل مقترح يقدمه عضو أو لجنة من لجانه بإنشاء نظام جديد أو تعديل أو إلغاء نظام قائم ويدقق الرقابة على جميع أجهزة الدولة ويقدم المشورة المحكمة إلى ولي الأمر من دون تسرع مخل أو اندفاع متهور. تجانس الأعضاء كيف وجدته عندما عينت أميناً عاماً له؟ - وجدته تجانساً في الكفاءة المهنية والخبرات العالية تبعاً للتخصصات التي تستوعب كل ما يعرض عليه من أعمال، وتجسيداً للرؤية الملكية الحكيمة عند اختيارهم من صفوة المجتمع. يرى البعض أن عضوية المجلس للبعض تعويض للمسؤول عن خروجه من المنصب. ما رأيك؟ - هذا رأي غير موفق وفيه تحامل غير لائق على الآلية التي تم بها اختيار أعضاء المجلس، فالمجلس ولجانه يحتاج لذوي الخبرات العملية العالية في مختلف اختصاصات الأجهزة الحكومية ولا يمكن توفير احتياج المجلس من هذه الخبرات إلا من خلال اختيار بعض كبار المسؤولين في أجهزة الدولة أعضاء في المجلس. بعد أن غادرت المجلس الآن. ما الذي تتمناه له وتراه ينقصه؟ - ما لدي في هذا المجال وجهة نظر تحتمل الصواب وتحتمل الخطأ وقد رفعتها لمن يهم الأمر. وأنت تقترب من الستين كيف ترى التحولات في مجتمعنا السعودي؟ وهل ترى أن مجتمعنا سرقت بعض مراحله وتم تغييبه لأجل فئة على فئة؟ - مجتمعنا السعودي متدين بطبعه، غير أنه منذ عام 1400ه طرأت بعض المتغيرات المحلية والعالمية التي أحدثت زلزالاً شديداً في المفاهيم الدينية لدى المجتمع السعودي استغل فيها الدين استغلالاً خطراً، وشوهت الكثير من مفاهيم الدين الإسلامي الحنيف في سماحته وعدله وعالميته، واستبشر المجتمع السعودي بالوعد الذي قطعه ولي العهد بانتهاء تلك الحقبة المدمرة. لماذا أصبح كل شيء الآن متاحاً وما عاد هناك تأجيج وشحن على بعض المتغيرات في المجتمع؟ - كان ذلك لتطبيق القاعدة الفقهية «اختيار ولي الأمر يقطع الخلاف» وترشيد قاعدة «سد الذرائع». لماذا عندما تطل قضايا المرأة يختلط كل شيء ويتداعى الكل ويختصم؟ - تلك مرحلة خلت. رسائل إلى: محمد العيسى: بصماتك في تطوير مرفق القضاء واضحة وجلية، وجهودك حالياً في بيان سماحة الإسلام وعدله، وما فيه من إعلاء لكرامة الإنسان وصيانة لحقوقه، وبيان لزيف أعدائه الذين لم يدخروا وسعاً في إلصاق تهمة الإرهاب به، جهود ملحوظة ومشكورة. أحمد العيسى: المهمة جسيمة، والأمانة عظيمة والآمال عريضة، والأعين بصيرة، والأقلام حادة، رؤيتك في التعليم ثاقبة، يقربك من تحقيق الغايات مشاورة الخبراء، والسير نحوها كلما اتضحت بمضاء، قيادات الميدان التعليمي سواعدك يحفزها تواصلك ومتابعتك، أعانك الله. هيئة كبار العلماء: أنتم منارات الهدى وصمام الأمان لضمان سلامة المنهج بعيداً عن المزايدات السياسية والشعارات الحزبية، بعلمكم تستبين طريق الرشاد أمام ولي الأمر في كل ماجد في الحياة من متغيرات ونوازل، وبجهودكم تصان العقول من التباس الحق بالباطل. رئيس مجلس الشورى: شهادتي فيك مجروحة، قائد ورجل دولة من الطراز العالي، وإنسان وشهم بنفس المستوى، تجلت حكمتك القيادية في التعامل مع التحديات التي صاحبت تعيين المرأة عضواً في المجلس، وتجلت رؤيتك الثاقبة في الانفتاح على الإعلام من دون تحفظ، وحققت نجاحات في تطوير أعمال المجلس في الداخل وفي اتساع نشاط الديبلوماسية البرلمانية في الخارج. داود الشريان: إعلامي بألف، لك في برامجك طعم ولون ورائحة، اختلف في مهنيتك الإعلامية ما لم يختلف في مهنية غيرك، كنت صوتاً قوياً وشجاعاً للمواطن أمام الإهمال والتقاعس واللامبالاة، لسان حال محبيك: عد لبرنامج الثامنة حتى لو شغلت بغيره. ملامح - محمد بن عبدالله بن محمد آل عمرو - تاريخ ومكان الميلاد:- 1379ه – بيشة – الثنية - أستاذ مشارك في أصول التربية - حاصل على درجة الدكتوراه في أصول التربية الإسلامية والمقارنة من جامعة أم القرى، كلية التربية بمكةالمكرمة، قسم أصول التربية الإسلامية والمقارنة. - أولى محطات الرحلة في مقر الدوريات والنجدة في شارع الملك فيصل بالرياض حينما تجمع نحو 350 شاباً من حملة شهادة الكفاءة المتوسطة من مختلف أنحاء المملكة للالتحاق بدورة تأهيلية في أعمال الشرطة في معهد أمناء الشرطة بالقاهرة. - كان برنامج الدورة يتضمن دراسة مقررات عدة في علوم الشرطة والجريمة والتحري والتحقيق ونحوها، إضافة إلى التدريب العسكري في الميدان واستخدام الأسلحة الخفيفة. - عدنا بعد إكمال الدورة إلى الرياض وباشرت العمل في شرطة الرياض في 1/9/1398ه في قيادة الدوريات والنجدة في الغرابي، ودفعتني رغبتي في استكمال تعليمي في المرحلة الثانوية إلى طلب النقل إلى إحدى وحدات الدوريات والنجدة الخارجية، حيث يمكن الاستفادة من وقت الفراغ بشكل أفضل،. - نقلت إلى الدوادمي سنة 1399ه، وهناك التحقت بثانوية الدوادمي الليلية سنة 1400ه، وتمكنت بفضل الله تعالى من اجتيازها سنة 1402، ثم نقلت إلى الرياض لاستكمال الدراسة الجامعية فتم ذلك وكلفت بالعمل في الدوريات الراجلة التي تعمل في بعض الأسواق في الفترة المسائية. - التحقت بكلية الشريعة منتظماً في الفترة الصباحية، فكان برنامجي اليومي يبدأ من الصباح الباكر وينتهي عند التاسعة ليلاً، ثم تهيأت لي فرصة نقل وظيفتي إلى شرطة الأحساء ومن ثم التحقت بكلية التربية في جامعة الملك فيصل منتظماً، فتخرجت في الفصل الأول عام 1407ه. - بعد التخرج كانت أمامي فرصتان إحداهما الترقية إلى رتبة ملازم والثانية وظيفة معيد في الكلية المتوسطة في بيشة وكانت حديثة النشأة فاخترت الثانية والتحقت بها مطلع الفصل الدراسي الثاني 1407ه بعدما استقلت من الشرطة. وهنا بدأت محطة جديدة، وكانت عيني على استكمال دراساتي العليا، غير أن وزارة المعارف آنذاك التي تتبع لها الكليات المتوسطة لا تبتعث المعيدين والمحاضرين. - يسر الله لي القبول لدراسة الماجستير في كلية التربية في جامعة أم القرى في تخصص أصول التربية الإسلامية فنقلت إلى الكلية المتوسطة في مكةالمكرمة مطلع العام الدراسي 1409ه للجمع بين التدريس فيها والدراسة التي أنهيتها في منتصف عام 1412ه. - تم إيفادي لدراسة الدكتوراه في التخصص نفسه في الفصل الثاني 1414ه، وأنهيت متطلبات الحصول على درجة الدكتوراه وتمت المناقشة في شوال 1418ه. بعد ذلك عدت إلى كلية المعلمين في بيشة وكلفت وكيلاً لشؤون الطلاب مباشرة وفي شهر جمادى الأولى عام 1419ه تم تكليفي عميداً لكلية المعلمين في بيشة. - في 3/3/1430ه بدأت مرحلة جديدة بصدور الأمر الملكي الكريم بتعييني عضواً في مجلس الشورى في دورته الخامسة. - حمدت الله كثيراً أن توج ذلك الكفاح الطويل على مدى 30 عاماً بهذا التكليف الكريم وعندها أدركت حقيقة مقولة خالد بن الوليد رضي الله عنه: «عند الصباح يحمد القوم السرى». - كانت فترة عضويتي فرصة لي وتجربة ثرية لمشاركة صفوة المجتمع أعضاء المجلس في دراسة مختلف المواضيع المدرجة على جدوله أو على اجتماعات اللجان المتخصصة. - انتقلت إلى محطة هي تاج المحطات السابقة في 25/6/1433ه حينما صدر الأمر الملكي الكريم بتعييني أميناً عاماً لمجلس الشورى وشغلت هذا المنصب حتى أعفيت منه في 2/3/1438ه.