وزارة التربية والتعليم وزارة مريضة لا تكاد تشفى من علة إلا والأخرى محدقة بها لكونها افتقدت المناعة ضد الفيروسات التي كثيرا ما هوت بعرش الوزارة ومن يتربع عليه . لا أريد أن أتطرق هنا وأسهب في قضية تصحيح مستويات المعلمين و الفروقات المالية بأثر رجعي واحتساب سنوات الخدمة وتبعات هذه الأزمة الوظيفية والمهنية والنفسية والمالية وما يترتب على ذلك من تدني مستوى التعليم بشكل عام . ولن أتطرق هنا كذلك لقضية تعيين بعض المعلمات الحاصلات على دبلوم معاهد المعلمات الثانوية وحرمان البعض الآخر من الحاصلات على نفس المؤهل وتهميش المعلمات الحاصلات على دبلوم كليات خدمة المجتمع في الحاسب الآلي واللغة الانجليزية رغم أنهن أكثر تأهيلا من سابقاتهن . في بلادي وزارة التربية والتعليم تعلم أجيالنا ما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم \" آيات المنافق ثلاث : إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان \" لكن وللأسف : لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم فوزارة التربية والتعليم حدثت بأن خريجي كليات المعلمين سيتم تعيينهم جميعاً ووعدت أن هذا الطالب يسجل وقت قبوله بالكلية على رقم وظيفي وصدقناها وائتمناها على أبنائنا و أخواننا طلاب كليات إعداد المعلمين وكنا نتوقع ألا تكذب ولا تخلف ولا تخون ولكن للأسف !!!. وزارة تقر في مناهجها علوم ومعارف ومهارات تنبع من الكتاب والسنة التي هي دستورنا ومنبع تشريعنا وتقوم بمخالفة تعاليم الدين نهاراً جهاراَ دون خوف من حسيب أو رقيب . أخواني أخواتي وزارة التربية والتعليم كانت مسؤولة عن كليات المعلمين وعندما تخرج بعض طلابها وأرادوا أن يلتحقوا بأعمال غير ( مهنة ) التعليم منعتهم الوزارة من ذلك منعاً باتاً لدرجة أنها احتجزت وثائق التخرج وكانت الكليات ترسل لوزارة المعارف سابقا ليتم توظيف المعلم ثم مع تعديل النظام أصبحت ترسل الوثائق مباشرة من كليات المعلمين للديوان حتى عهد قريب ليتم تعيينهم لأن مجرد دخول الكلية يعني ضمان الحصول على الوظيفة بعد إنهاء متطلبات التخرج . إلا أنه في العام الماضي رفضت الوزارة إجراء المقابلات الشخصية للمعلمين المتخرجين من كليات المعلمين لشيء في نفس الوزارة لم تفصح عنه قد يكون لأن الوزارة أخرجت للميدان معلمين غير مؤهلين بسبب خلل في مقرراتها وأساتذتها وسياستها أو لأسباب نتمنى أن نسمعها على لسان أحد مسؤولي الوزارة لأنه إذا عرف السبب بطل العجب . ثم في هذا العام غيرت من توجهها وأجرت إختبارات ومقاييس أرى أنها غير مجديه لأنها تشكك في أداء كليات المعلمين وتعليمنا العالي فإذا أهمل المؤهل وحكم ( هل يبيض الفيل أم يلد ؟ و كم عدد عيون النحلة ؟) فلا أجد قولا يعبر عما يختلج في صدري سوى \" تبا له من تعليم \" . وزارتنا الموقرة : إذا كان خريجوا كليات المعلمين غير مؤهلين فإن الميدان مكتظ بهذه العينة حد التخمة وليس لكم خلاص منها إلا بالإبادة الجماعية!! ثم إنه إذا كانت الوزارة قد غطت في سبات عميق على مدى قرون دون أن تكتشف الخلل في ما تقدمه من دور من خلال كليات المعلمين هل سيصلح الميدان حرمان معلمي دفعة 1429 ه من التعيين والبقاء عالة على مجتمعهم ووطنهم رغم أنهم حصلوا على مؤهلات وغرر بهم من قبل وزارة التربية ؟؟؟ مقام الوزارة الموقر لا أجد سببا لديكم لإقصاء هؤلاء المحرومون المظلومون فكلياتنا الآن تتبع للتعليم العالي وكل كلية معلمين تتبع لجامعة من جامعتنا مثلها مثل كلية العلوم وكلية التربية وغيرها فالمؤهل مختوم بختم الجامعة والذي إتخذ قرار منح الدرجة هو مجلس الجامعة فلماذا كل هذا الإجحاف بحق أبنائكم الخريجين والمؤهلين من قبلكم للتدريس بالمرحلة الثانوية وإذا كان لكم من حجة تحتجون بها بدعوى أن الوظائف من ديوان الخدمة المدنية فإن ذلكم صحيح ولكنكم أنتم مقام الوزارة البوابة الأولى لقبول هؤلاء المعلمين وإجراء المقابلة فلا تتركوا الكرة في مرماكم بل أتمنى أن تجرى المقابلة ويترك للمعلم التصرف مع ديوان الخدمة المدنية . بقلم / سلمان سالم المالكي