في وقت تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، إدانة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون محاولة ميليشيا الحوثي الانقلابية استهداف مدينة الرياض بصاروخ باليستي، مؤكداً خلال اتصال جرى بين القائدين أمس (الأحد) دعم بلاده وتضامنها مع المملكة ضد أي تهديد لأمنها، دان مجلس الأمن الدولي بأشد العبارات إطلاق ميليشيا الحوثي صاروخاً باليستياً باتجاه الرياض في 19 كانون الأول (ديسمبر) الجاري. وأعرب أعضاء المجلس عن قلقهم إزاء النية المعلنة للحوثيين لمواصلة هذه الهجمات ضد السعودية، فضلاً عن شن هجمات إضافية ضد دول أخرى في المنطقة. ودعا الأعضاء في بيان أول من أمس - بحسب وكالة الأنباء السعودية - جميع الدول الأعضاء إلى التنفيذ الكامل لجميع جوانب الحظر المفروض على الأسلحة وفقاً لما تفتضيه قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، معربين في هذا الصدد عن بالغ قلقهم إزاء التقارير التي تشير إلى استمرار انتهاكات الحظر. وأشار البيان إلى أن مبادرة مجلس التعاون الخليجي واتفاق آلية التنفيذ، ونتائج مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات وبيانات مجلس الأمن ذات الصلة، بما في ذلك قرار مجلس الأمن 2216 (2015)، توفر الأساس لإجراء مفاوضات شاملة من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في اليمن، معبراً عن قلقه إزاء استمرار عدم تنفيذ هذه القرارات. وجدد أعضاء مجلس الأمن دعوتهم إلى جميع الأطراف إلى المشاركة البناءة في الجهود الدؤوبة التي يبذلها المبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد لإحالة الأطراف إلى المفاوضات بهدف التوصل بسرعة إلى نهائي واتفاق شامل لإنهاء الصراع في اليمن، مشيدين بالإعلان الذي أصدرته السعودية أخيرا بشأن إعادة فتح ميناء الحديدة. إلى ذلك، عززت ميليشيات الحوثيين الإجراءات المتعلقة بمنع مغادرة صنعاء، لتفادي انتقال مزيد من الموالين للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح إلى مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، فيما دعا علماء دين يمنيون إلى التوحد في مواجهة الميليشيات. وكشف محمد المسوري محامي علي صالح، أن قطر ساهمت في شكل كبير بتقديم معلومات إلى الحوثيين، مستغلة وجودها ضمن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، ما سهَّل للميليشيات الحصول على معلومات تساعدها في تجنب مواقع القصف. وقال المسوري في تغريدات على حسابه في «تويتر» أمس: «كان حول صالح بعض الخونة والمتساهلين، الذين كانوا ينقلون إليه معلومات خاطئة وينكرون أي تدخل إيراني». وأضاف أنه ابلغ الرئيس السابق بأمور اطلع عليها، «لكن الخونة الحوثيين كان تأثيرهم أكبر، ولولا هذا التأثير لما غُدر به واستشهد مع الأمين (عارف زوكا)». وأحكم الجيش الوطني السيطرة على مواقع الميليشيات في عمق صعدة (معقل الحوثيين)، وطهر كامل مديريات بيحان في شبوة من الميليشيات، كما أعلن سيطرته على مواقع استراتيجية في محافظة البيضاء. وأشارت تقارير إلى أن «الميليشيات كثفت إجراءات منع سكان صنعاء من السفر إلى محافظات تسيطر عليها الحكومة الشرعية، واشترطت عليهم أخذ إذن من مسؤولي الأحياء». ويحاول الحوثيون بهذه الخطوة فرض الرقابة والإقامة الجبرية على بقية قيادات حزب المؤتمر الشعبي (الموالي لعلي صالح) الذين نجح عدد منهم في مغادرة العاصمة وإعلان انضمامهم إلى الشرعية خوفاً من الملاحقة. ولجأت وكيلة وزارة الشباب والرياضة في ما يسمى حكومة الانقلاب الحوثية، عضو اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام في اليمن نورة الجروي، إلى الحكومة الشرعية اليمنية. وأكدت في تصريح بعد وصولها مأرب، أنها واجهت انتهاكات من الحوثيين في صنعاء بعد قيادتها الاحتجاجات النسائية لتسليم جثة علي صالح. ودعا علماء دين يمنيون أمس، القبائل والسياسيين والأحزاب إلى التوحد في مواجهة ميليشيات الحوثيين، واعتبروا أنها أصبحت «عدواً للجميع». وطالب عضو هيئة علماء اليمن والبرلماني السابق الشيخ عبدالله صعتر، منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية والدول الإسلامية والعلماء والأحزاب والقبائل ورجال الإعلام والنقابات والمنظمات والمواطنين، ب «الوقوف صفاً واحداً قبل أن يلحق الأحياء بمن قتلتهم إيران وميليشياتها». وأوضح صعتر: «نحن اليوم أمام خطر يهدد وجودنا جميعاً، ولا بد من مواجهته بصف موحد على رغم الجروح والألم». وشدد عضو رابطة علماء عدن الشيخ جمال السقاف، على أن الاصطفاف خلف الشرعية لاستعادة الدولة ومؤسساتها، فرض شرعي وواقع ضروري، قائلاً إن «على الجميع الانضمام إليها، للوقوف صفاً واحداً أمام المدّ الإيراني والخطر الحوثي العابث بمقدرات الوطن، والقاتل كوادره». وتقدم الجيش اليمني نحو منطقة شتار التابعة لمديرية نعمان في البيضاء، بعد سيطرته على مواقع هامة في صعدة. وقال قائد محور بيحان اللواء مفرح بحيبح لموقع «سبتمبر.نت»، إن «قوات الجيش خاضت اليوم (أمس) معركة ضارية مع المليشيات الانقلابية تكللت بتحرير كامل بيحان»، مؤكداً أن «الجيش بات على مشارف عقبة القنذع الفاصلة بين بيحان والبيضاء»، فيما أكدت مصادر عسكرية أن «الحوثيين تكبدوا عشرات القتلى والجرحى خلال المعارك». ويعد انتقال المواجهات ضد الحوثيين إلى البيضاء تقدماً ميدانياً مهماً، وسط توقعات بأن تتسم عملية تحريرها بالسهولة. وشنت مقاتلات التحالف العربي غارتين استهدفتا منصة إطلاق صواريخ كاتيوشا في منطقة موقس في البيضاء والمحاذية لبيحان. وكان الجيش اليمني سيطر على «تبّة القنّاصين» الاستراتيجية في جبهة نهم شرق صنعاء. وأفادت قناة «سكاي نيوز عربية» بأن غارة للتحالف استهدفت منزلاً كان يتحصن فيه ثلاثة خبراء في الاتصالات وصناعة المتفجرات من «حزب الله»، يرافقهم سبعة حوثيين قرب منطقة حرض في محافظة حجة على الحدود مع المملكة العربية السعودية، ما أدى إلى مقتلهم.