قلل الرئيس السوداني عمر البشير، أمس، من تأثير العقوبات الاقتصادية الأميركية المفروضة على بلاده منذ 12 عاماً، واتهم اعداءه بالاستمرار في حصاره والتآمر عليه، مؤكداً أن رده على ذلك لن يكون سياسياً وإنما عبر مشروعات تنمية «لإغاظتهم». وقال البشير أمام حشد جماهيري في منطقة كنانة في وسط البلاد لمناسبة تدشينه أول مصنع لانتاج الوقود الأخضر «ايثانول» في افريقيا، إن الشعب السوداني أول من هزم الإمبراطورية البريطانية في القرن التاسع عشر عندما كانت تطلق على نفسها «الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس». وتابع «نحن أحفاد من هزموا تلك الامبراطورية ومستعدون لتكرار ذلك إذا حاولت استعمار بلادنا». وأضاف البشير بلهجة غاضبة: «نحن لم نغزهم ولم نعتد على أراضيهم، فلماذا يحاربوننا ويحاصروننا، وعندما طردنا المستعمر من الباب يحاول العودة مجدداً عبر الشباك، ولكن أحفاد من هزموهم أمس جاهزون لهزيمتهم ثانية اليوم». وأكد الرئيس السوداني أنه لن يستجيب للضغوط والاملاءات ولن يقدم تنازلات على حساب «كرامة بلاده وسيادتها واستقلالها»، واتهم أعداء حكمه بالسعي إلى تعطيل التنمية، وتعهد ب «اغاظتهم» عبر مزيد من مشروعات التنمية والاستثمارات التي تجلب عائدات تجعل بلاده تستغني عن «دولاراتهم وأموالهم». إلى ذلك، لم يستبعد المدير العام لقوات الشرطة الفريق هاشم عثمان الحسين ان تشهد البلاد عنفاً خلال الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة العام المقبل، موضحاً انها تحتاج الى تأمين فى مراحلها كافة وان السلطات تتحسب لأسوأ الاحتمالات. (نُقل أمس عن مسؤول سوداني قوله إن هذه الانتخابات قد تؤجل مرة جديدة ولكن لفترة قصيرة العام المقبل). وأكد الفريق الحسين في أول حديث صحافي عقب تعيينه الشهر الماضي أن الأوضاع الامنية في دارفور تتحسن، وان المواجهات الأخيرة بين الجيش ومتمردي «حركة العدل والمساواة» في منطقة امبرو قرب الحدود التشادية دفعت المتمردين الى خارج الحدود بعدما منيت قواتهم بخسائر كبيرة، لافتاً إلى أن ما يجري في دارفور من حوادث نهب مسلح ضد المواطنين والمركبات التجارية والقوة الأممية - الافريقية المشتركة «يوناميد»، يحصل بسبب خروجهم عن دائرة الحماية الأمنية إلى مناطق تفتقر إلى الأمن. وأضاف أن الشرطة أقرّت خطة لملاحقة عصابات النهب المسلحة الصغيرة في دارفور للقضاء عليها. ورأى أن الصراع القبلي من أكبر مصادر التهديد الأمني في الإقليم لكبر خسائره مقارنة بحوادث النهب. وكشف أن شبكات تهريب الأسلحة والبشر في شرق البلاد تضم أجانب وسودانيين، وقال إن التهريب يدر عليهم أموالاً كثيرة، مما يغريهم. وأوضح أن نشر القوات لمكافحة الظاهرة لن ينهيها لكنه سيحد منها.