اتفق مئات من الشبان والشابات وعدد من الأكاديميون من خلال منتدى شبابي تجري فعالياته بالرياض على ضرورة تغيير طرق وأساليب التعليم سواءً في التعليم العام أو الجامعي، إذ سيطر الحديث حول طرق «التعليم المملة»، مطالبين ب«كسر للجليد» بين الطالب والمعلم، وسط دعوات لتعزيز الثقة بين أطراف العملية التعليمية. وضرب الأكاديمي صالح الشبل، بمجرد اعتلائه أمس، خشبة مسرح «منتدى الغد» المنعقدة أعماله في قاعة نيارة بالرياض، أمثلة للطلاب الجامعيين الذين ينشغلون بهواتفهم المحمولة عن المحاضرات الجامعية، «وذلك لشعورهم بالملل نتيجة الطرق التقليدية التي يتبعها بعض أساتذة الجامعات في إلقاء المحاضرات». وعارض الشبل، طريقة التعليم «المملة»، ورأى بأن ما سمّاه القانون الرابع يحفز الناس على «ألا تصغي للأشياء المملة»، داعياً إلى أهمية دمج التعليم بالترفيه، قائلاً إن هناك أهمية ل«عودة الوناسة للدراسة»، مشدداً على أهمية كسر الجليد بين المعلمين والطلاب، معتبراً أن أقصر الطرق للوصول إلى هذه الغاية هو «الابتسامة».وأضافت فعاليات «منتدى الغد» أجواء مليئة بالتحفيز، أجبرت متابعيها من داخل القاعة وخارجها من متابعي المواقع الالكترونية «اليوتيوب» و «فيس بوك» و«تويتر» وموقع «منتدى الغد الإلكتروني»، على التفاعل مع ما يدور من أحداث داخل قاعة نيارة للاحتفالات في الرياض. وما أن بدأت الفترة الثانية من فعاليات المنتدى، حتى ترددت وبكثرة مصطلحات مثل «الفكرة» والتجربة» و «النجاح» و «التطوير»، والتي صبت في مجملها في دعم تكوين صناعة الانترنت في المملكة، في الوقت الذي يسعى فيه المنتدى لأن يكون محركاً رئيسياً في تهيئة بيئة مناسبة ومحفزة للشباب السعودي، ودعم مشاركتهم في تحقيق التنمية المستدامة بمجالاتها كافة، وتشجيع المبادرات النوعية التي تسهم في تنميتهم من خلال الشراكة مع القطاعات ذات العلاقة بالشباب. وتناول المتحدثون وبإسهاب موضوع تطوير صناعة الانترنت والإعلام الجديد في السعودية، من خلال عرض قصص ناجحة ودعوات لتكثيف الجهود في تطوير وخدمة المحتوى العربي على شبكات الانترنت، لزيادته وتنويع وظائفه، وإعادة النظر في مسألة استخدام الانترنت ليكون الاستخدام مصاحباً للإنتاج بالاستثمار وخلق بيئة استثمارية مبتكرة ومتجددة. وعلى رغم اختلاف مواضيع المتحدثين خلال الفترة الثانية، إلا أنهم اتفقوا على أهمية دعم صناعة الانترنت في المملكة، وتطوير قدرات الشباب وتحفيزهم على التجربة، من خلال الاطلاع على التجارب الناجحة لمن سبقهم في هذا المجال. ووسط حضور كثيف أكد المدير التنفيذي لشركة «أنتو فيو» رشيد البلاع، على أهمية عدم الاكتفاء بالنظر إلى تحقيق النجاح لمجرد النجاح خصوصاً في مجال الانترنت، بل التعدي إلى ما وراء ذلك بكثير لتحقيق نجاحات متعددة، نظراً لما يقتضيه مجال الانترنت من تطور وابتكار وتوسع معلوماتي يتطلب جهوداً متواصلة لتحقيق النجاح الفردي والنجاح الأشمل بدعم صناعة الانترنت كبيئة كاملة متكاملة. ورجع رشيد بالذاكرة إلى الوراء، عندما تحدث عن طفرة الانترنت والمواقع الالكترونية مع بداية تسعينات القرن الماضي، حين حققت الشركات الأجنبية تقدماً كبيراً ومتوسعاً في إنشاء المواقع الالكترونية وتطويرها، معرجاً بعد ذلك بحديثه على الفترة التي امتدت من نهاية التسعينات إلى أعوام 2002، و2003، والتي بدأت خلالها المواقع العربية في الظهور على شبكات الانترنت، ثم التراجع التدريجي لها، مرجعاً فشلها السريع في ذلك الوقت إلى عدم وجود التطور المتواصل ودعم الصناعة من خلال طرق مبتكرة تفيد المحتوى العربي وتضمن استمراره من خلال الاستثمار الجيد، إلى جانب السبب الرئيسي أيضاً وهو «مصدر الدخل». وأضاف أن المهتمين بهذه الصناعة قاموا بعد ذلك على التركيز على الدخل من وراء الانترنت وثقافة الإعلان وزيادة وتطوير المحتوى العربي، وهو ما جعل صناعة الانترنت في العالم العربي تعود من جديد، إلى جانب العامل الأساسي لها، وهو زيادة عدد مستخدميه، وهو ما يعد استجابة طبيعية للتطور الحاصل في هذه الصناعة. وفي الإطار ذاته، تحدث الطالب في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عبدالله العساف، خلال مشاركته أمس لتجربته في الجهود الإغاثية على المواقع التفاعلية على شبكة الإنترنت، اذ أوضح مدى حجم العمل الذي قام به هو ومجموعة من الشباب للبحث عن المسن محمد الرجيب، من خلال نشر معلومات عنه وعن المكان الذي فقد فيه وإعطاء عناوين أبنائه. وعكس العساف خلال مشاركته مدى التعاطي الذي أظهره الشباب على المواقع التفاعلية من خلال الجهود الكبيرة التي قام بها الشباب السعودي للبحث عن المسن محمد الرجيب، حتى استطاعوا الوصول إلى مكانه. وأوضح العساف أن جميع ما طالب به المتطوعون على المواقع الالكترونية للبحث عن محمد الرجيب قوبل بالتجاوب المثمر، مفصحاً عن أرقام تعكس واقع المشاركة الاجتماعية والجهود الاغاثية التي تمت خلال البحث عن المسن محمد الرجيب، إذ تم طلب عمل نشرات تعريفية بحالة المفقود آن ذاك، وهو الأمر الذي قوبل بنشر أكثر من 2500 نشرة تعريفية عن المفقود، إضافة إلى تجهيز نحو 25 سيارة لخدمة البحث عن المفقود الذي استطاع ابنه بعد هذه الجهود الوصول إليه.