باريس، إسطنبول - أ ف ب، أ ب - خرج مئات آلاف العمال في مختلف انحاء العالم لمناسبة عيد العمال، في الاول من أيار (مايو)، وتظاهروا في الصين وروسيا وتركيا والمانيا ودول اوروبية وآسيوية عدة، مطالبين خصوصاً بزيادة الأجور. وتدفق نحو 200 الف متظاهر الى ساحة تقسيم في اسطنبول حيث نظموا اكبر حشد من نوعه منذ العام 1977 حين وقعت صدامات دموية مع الشرطة. واكتسى عيد العمال طابعاً سياسياً في روسيا حيث اغتنمت الاحزاب الموالية للكرملين الذكرى لعرض قواها مع اقتراب استحقاقات انتخابية مهمة بترديد هتافات مثل «مدفيديف، بوتين، روسيا الى الامام». واعتبرت السلطات الروسية التي اثار تفريقها بالقوة تظاهرات معارضة خلال الشهور الاخيرة، هذه التجمعات شكلاً من اشكال حرية التعبير. وفي بولندا الغت الكونفيديرالية النقابية الكبيرة مسيرتها التقليدية في وارسو لعدم التشويش على الاحتفالات بتطويب البابا الراحل يوحنا بولس الثاني. (راجع ص 8) وفي افريقيا كان عيد العمال فرصة اغتنمتها النقابات لرفع «مطالبها» الى السلطات كما حصل في بنين وتوغو. وفي القاهرة، نزل اكثر من 10 الاف عامل مصري الاحد الى ميدان التحرير للاحتفال بأول عيد لهم بعد سقوط النظام السابق وللمطالبة بالعدالة الاجتماعية وبوضع حد ادني جديد للاجور. واعتلى منصة اقيمت في الميدان ممثلون لاتحاد النقابات المستقلة الذي تكون حديثا بعد اعتراف حكومة عصام شرف بالحرية النقابية وبحق التعدد النقابي الذي كان محظورا منذ 60 عاما. وفي تونس، خرج مئات المتظاهرين الى شارع الحبيب بورقيبة في قلب العاصمة مطالبين ب «عمل وكرامة وحرية»، فيما حل مشجعو كرة القدم مكان العمال في شوارع العاصمة الجزائرية مرددين هتافات قبل مباراة نهائي كأس الجزائر 2011. وفي المغرب تظاهر شبان ونقابيون وشباب حركة العشرين من شباط (فبراير) التي تطالب بالمزيد من الديموقراطية، وخرج نحو ثلاثة آلاف متظاهر في الرباط، مرددين: «تسقط التعسفية» و «كفى تهميشا». كما نددوا بالارهاب. وفي آسيا وبعد اقل من شهرين عن حادث محطة فوكوشيما النووية، خرجت تظاهرات تندد باستخدام الطاقة النووية. وفي هونغ كونغ، تزامنت المناسبة مع بدء تطبيق الحد الادنى من الاجور في هذه المنطقة التابعة للصين. كذلك كانت الرواتب في صلب المطالبات في الفيليبين وكوريا الجنوبية واسبانيا واليونان والبرتغال وفرنسا وبلجيكا. وفي برلين، سار آلاف المتظاهرين في هدوء، فيما حذر اتحاد النقابات الالمانية من تضخم الرواتب وتفضيل ارباب العمل تشغيل عمال قادمين من شرق اوروبا برواتب «متدنية».