اسطنبول، برلين، أثينا، باريس، سان بطرسبورغ (روسيا) – أ ب، رويترز، أ ف ب – شهدت الاحتفالات في العالم بعيد العمال أمس، صدامات في اسطنبولوبرلين وباريس واثينا وسان بطرسبورغ بين المتظاهرين والشرطة، فيما خيّمت الأزمة الاقتصادية العالمية على المناسبة. وسمحت الشرطة التركية لحوالى 5 آلاف متظاهر بتنظيم مسيرة في ساحة تقسيم الأشهر في اسطنبول، لكن مواجهات اندلعت بين الشرطة ومجموعات في شوارع مجاورة حاولت الانضمام الى المتظاهرين، استخدمت خلالها قوات الأمن خراطيم المياه وقنابل الغاز المسيل للدموع وعربات مصفحة، فيما رشق ملثمون الشرطة بالحجارة وزجاجات المولوتوف وحطموا واجهات مصارف ومحال تجارية. وقال محافظ اسطنبول معمر غولر ان 11 شرطياً اصيبوا بجروح طفيفة، فيما اعتقلت قوات الامن 68 شخصاً. وأضاف: «لا يمكننا السماح لاشخاص يحملون حجارة في جيوبهم، بالمشاركة في التظاهرات. لقد القوا زجاجات حارقة على عناصر الشرطة الذين فرقوهم بالغاز المسيل للدموع. هؤلاء الناس ليسوا عمالاً». وانتقد وزير العمل فاروق شيليك العنف، قائلاً ان «الاول من ايار ليس يوم معركة وحرب. على الكل ان يحترم قرار السلطات عدم استغلال تقسيم للقيام بتظاهرات». وهتف المتظاهرون بشعارات مثل: «اليد باليد ضد الفاشية» و «القمع لن يوقفنا» و «وليحي الاول من ايار» و «لتحي الثورة والاشتراكية». وشارك في التظاهرات اتحادان نقابيان بارزان واحزاب من اليسار واليسار المتطرف و «حزب المجتمع الديموقراطي» الموالي للاكراد. واحتفى العمال الاتراك بحرارة بتظاهرة اقاموها في اسطنبول، باعتباره نصراً نقابياً وتشكلت حلقات للرقص. وقال الناشط النقابي حقي تسكين: «اذا انهمرت الدموع من عيني، فليس فقط بسبب الغاز المسيل للدموع بل ايضاً من الفرحة بوجودي في تقسيم». في أثينا، أطلقت الشرطة اليونانية قنابل الغاز المسيل للدموع على متظاهرين أحرقوا سيارة واحدة على الأقل. وكان اكثر من ستة آلاف شخص شاركوا في مسيرة سلمية في اثينا احياءً للمناسبة، تزامنت مع إضرابات لقطاع المواصلات عرقلت الحركة في البلاد. وفي فرنسا، نظمت النقابات نحو 300 مسيرة في البلاد شارك فيها آلاف المتظاهرين، احتجاجاً على السياسات الاجتماعية للرئيس نيكولا ساركوزي وتعامله مع الأزمة المالية. وللمرة الاولى منذ العام 2002، دعا الحزب الاشتراكي المعارض أعضاءه إلى الانضمام للاحتجاجات. وفي ألمانيا، اعتقلت الشرطة 57 شخصاً في برلين بعد مواجهات مع متظاهرين ادت الى جرح 50 شرطياً في العاصمة وفي هامبورغ شمال البلاد. وفي سان بطرسبورغ، اعتقلت الشرطة 120 من مؤيدي اليمين المتطرف وناشطين مناهضين للمهاجرين، حاولوا التظاهر إحياءً للمناسبة. وحمل متظاهر لافتة كُتب عليها: «يجب ان يكون اللصوص في السجن وليس في الكرملين». ونظمت مجموعات من المعارضة الليبرالية، تظاهرات محدودة في موسكو وسان بطرسبورغ ثاني كبرى مدن البلاد التي انطلقت منها الثورة البلشفية العام 1917. وتظاهر حوالى ألفي شخص في موسكو، رافعين صور لينين. وتجمع هؤلاء عند تمثال كارل ماركس، ملوحين بيافطات واعلام سوفياتية وهم ينشدون أناشيد شيوعية. وكتب على اليافطات: «الاقتصاد لملايين الناس وليس لاصحاب البلايين» او «الاشتراكية هي الحل للازمة». لكن اكبر التظاهرات نظمها حزب «روسيا الموحدة» الحاكم، والنقابات الموالية له.