لمّح رئيس الوزراء المصري السابق الفريق أحمد شفيق إلى عدم خوضه الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأشاد في بيان ب «جهود السلطة الحالية في مواجهة الإرهاب»، وأكد سعيه إلى «دعم استقرار الأوضاع»، ما اعتُبر مؤشراً إلى تراجعه عن الترشح، في وقت يعمل داعمو الرئيس عبدالفتاح السيسي على محوري «مواجهة الإرهاب» و «الاستقرار»، على حضه على الترشح إلى فترة ثانية. وكان شفيق انتقد الأوضاع في مصر في بيان من الإمارات الشهر الماضي، وشن في البيان الذي أعلن خلاله عزمه خوض السباق الرئاسي المقرر إجراؤه صيف العام المقبل، هجوماً مبطناً على السلطة. لكن تغيرات طرأت بعد عودته إلى مصر مطلع الشهر الجاري، وحملت إشارات الى تراجعه عن الترشح، إذ قال إنه سيعيد التفكير في الأمر، ثم أعلن حزب «الحركة الوطنية» الذي يترأسه شفيق، تفعيل دوره في الحياة السياسية في الفترة المقبلة، ما اعتبر مؤشراً إضافياً إلى تراجعه وتوجهه إلى العمل السياسي ضمن حزبه. وقال الناطق باسم الحزب خالد العوامي ل «الحياة» إن «الحزب أرجأ مؤتمره الذي كان مقرراً السبت المقبل الى حين حسم شفيق موقفه من الترشح». وأضاف أن «شفيق لم يحدد موقفه إلى الآن، وحينما يحدده سيعلن عنه صراحة». ولم يحدد العوامي موعداً لمؤتمر الحزب. ونفى الصلة بين بيان شفيق المشيد بالأوضاع والموقف من الترشح، قائلاً: «البيان هدفه الرد على الحملات الإعلامية الممنهجة للنيل من شفيق والتي لا تتناسب وأخلاق المهنة». وأضاف: «كأن شفيق الذي ظل طيلة حياته مدافعاً عن الدولة أصبح فجأة يريد تدميرها». وكان شفيق قال في بيان مساء أول من أمس: «أشعر بالارتياح الكامل لصدق النيات والمساعي التي لمستها خلال الفترة الماضية منذ عودتي إلى الوطن، مراعياً في ذلك جهود الدولة وقواتها المسلحة والأمنية في مواجهة الإرهاب الذي يتربص بالوطن، وهو ما يتطلب وحدة الصف في مواجهته بكل عزم، فضلاً عن سلامة الجبهة الداخلية وصمودها تجاه الأخطار». وأضاف: «لسوف تؤتي هذه المساعي المحمودة ثمارها الطيبة قريباً خلال الفترة المقبلة». وعن إمكان دعم الحزب السيسي فترة رئاسية ثانية، لم يستبعد العوامي ذلك، قائلاً: «ذلك وارد، لكن المهم لدينا الآن هو ان يحسم شفيق موقفه»، وأشار إلى أن السيسي نفسه «لم يعلن موقفه من الترشح حتى نبادر بدعمه الآن، وفي حال قرر شفيق خوض السباق الرئاسي فسنقف خلفه». وشهدت الشهور الماضية حملات لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي الترشح إلى استكمال إنجازاته ومواجهة الإرهاب. وتترقب الساحة السياسية موقفاً حاسماً من شفيق في شأن الترشح مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية والتي يفترض بدء إجراءاتها في غضون شهرين، إذ يمتلك شعبية في الشارع تمكنه من أن يصبح منافساً قوياً للسيسي. وكان خاض الانتخابات الرئاسية لعام 2012، وخسر أمام الرئيس المعزول محمد مرسي.