تسلم الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس رسالة من نظيره السوداني نقلها إليه وزير خارجية السودان أحمد كرتي. وركزت الرسالة وفق المكتب الإعلامي في القصر الجمهوري، على «العلاقات الثنائية». وأوضح المكتب أن البحث خلال اللقاء تخلّله عرض للأوضاع الراهنة في السودان. وزار الوزير السوداني كلاً من رئيس المجلس النيابي نبيه بري والرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة نجيب ميقاتي واجتمع إلى نظيره اللبناني علي الشامي في حضور سفير السودان لدى لبنان إدريس سليمان، واعتبر في تصريحات، أن «ما يجرى في سورية استهداف من الخارج واضح جداً، وهناك ضرورة للتوافق الداخلي في كثير من القضايا، ونأمل في أن تستطيع الدولة في سورية التعاون والتحرك الإيجابي لحلحلة هذه القضايا، لأن سورية مهمة جداً في هذه المنطقة». وقال كرتي بعد لقاء ميقاتي: «اتفاق السلام بين شمال السودان وجنوبه أصبح في مراحله النهائية، وستعلن دولة جديدة في الجنوب في 9 تموز (يوليو) المقبل. ونحن في صدد استكمال الإجراءات النهائية لفصل دولة الجنوب، وهذا الوضع السياسي الجديد يحتاج إلى مراجعات في مجال السياسة الخارجية، وما يجرى أيضاً على الساحة الدولية وموضوع محكمة الجنايات الدولية ووضع الاتحاد الأفريقي داخل مجلس الأمن». وأضاف: «لبنان دولة مهمة جداً ومؤثرة وهو تاريخياً صديق للسودان، ونأمل في أن يكون موقفه في مجلس الأمن الموقف الإيجابي المتوقع دائماً». وأشار إلى مقابلته رئيس الجمهورية «هذا الصباح وسلمناه الرسالة، وتبلغنا الآن دعماً قوياً من رئيس الوزراء المكلف وتحاورنا معه حول الأوضاع في السودان وفرص تقوية العلاقات الاقتصادية وإمكانات الاستثمارات المتاحة في السودان. واللقاءات التي عقدناها كلها إيجابية ونعتقد أن فرص تعزيز العلاقات بين البلدين في المجال الاقتصادي متاحة أكثر من أي وقت مضى لا سيما في مجال الزراعة والتعدين والمنتجات الصناعية». وأمل في أن «تتيح الأوضاع السياسية في لبنان في الأيام المقبلة بدء مشوارنا في إقامة منتدى مشترك لرجال الأعمال السودانيين واللبنانيين، وهذه الفكرة طرحها الرئيس ميقاتي الآن وسنعمل على تنفيذها، وهناك أيضاً فرص كبيرة لتطوير العلاقات بين البلدين في المجال الاقتصادي خصوصاً أن العلاقات السياسية جيدة». وقال الوزير السوداني بعد لقائه بري، في حضور المسؤول عن العلاقات الخارجية في حركة «أمل» طلال الساحلي: «تطرقنا إلى الوضع الإقليمي خصوصاً ما يجرى في سورية، واتفقنا على أن ما يجرى هناك استهداف من الخارج واضح جداً، وهناك ضرورة للتوافق الداخلي في كثير من القضايا، ونأمل في أن تستطيع الدولة في سورية التعاون والتحرك الإيجابي لحلحلة هذه القضايا، لأن سورية مهمة جداً في هذه المنطقة، ومعروف أنها المقاومة والممانعة وحماية المقاومة، وهي تمثل كل الآمال الوطنية في المنطقة العربية، ونأمل جميعاً في أن تظل قوية وأن يتوافق فيها الإخوة المواطنون جميعاً مع حكومتهم على المستقبل الذي فيه مصلحة سورية والسوريين، ونتمنى أن تزول هذه السحابة». وأشار إلى أنه وجد «دعماً قوياً جداً من جميع المسؤولين الذين التقيناهم، خصوصاً في قضية المحكمة الجنائية الدولية، لأنها ستطرح من الاتحاد الأفريقي في مجلس الأمن في الشهرين المقبلين، ووجدنا التزاماً قوياً بدعم السودان في مجلس الأمن. وكما هو معلوم، فإن لبنان هو الدولة العربية العضو الحالي في مجلس الأمن ونتشرف بهذا الموقف القوي من جانب لبنان، وسنظل دائماً في خدمة قضايانا، أكانت في السودان أم في لبنان، وسيبقى البلدان على هذه العلاقة القوية إن شاء الله». واوضح كرتي بعد محادثات مع الشامي «نحن جزء من المنطقة العربية وما يجرى فيها من تغيرات ومؤثرات داخلية وخارجية، وأملنا في أن تستقر الأوضاع في سورية ومنطقة الجوار العربي عموماً حتى تتفرغ المنطقة لقضايا التنمية والاستقرار والسلام». وأعرب عن ثقته «بأن لبنان القوي سند للمنطقة وللإقليم ولنا جميعاً ونحن أيضاً سند لبنان، استقبلنا الكثير من الاستثمارات اللبنانية وأملنا كبير في أن تفتح الأبواب للإخوة المستثمرين اللبنانيين».