تلقى رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي امس، رسالة من نظيره الفرنسي فرنسوا فيون نقلها له السفير الفرنسي دوني بييتون، تتضمن دعوة رسمية الى زيارة فرنسا قريباً، واوضح بييتون بعد لقائه ميقاتي ان «الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي سيكون مسروراً بلقائه لتهنئته على القرار الذي اتخذه في شأن تسديد حصة لبنان من تمويل المحكمة الدولية». وأمل بييتون بأن «يتم التطرق الى عدد من الملفات الثنائية بين لبنان وفرنسا خلال هذه الزيارة التي سيحدد موعدها لاحقاً، وفي ان تكون ايضاً مناسبة لتأكيد أواصر الصداقة بين البلدين». وكانت السراي الكبيرة شهدت سلسلة لقاءات ديبلوماسية اولها لسفير بريطانيا لدى لبنان توم فليتشر الذي ابدى بعد لقائه ميقاتي قلق بلاده «على الاستقرار في لبنان في هذا الوقت الصعب». ثم استقبل السفير الايراني غضنفر ركن أبادي الذي شدد على «الوحدة الوطنية والتكاتف في هذه المرحلة الحساسة»، فسفير سورية علي عبدالكريم علي الذي دعا الى «صيانة الحدود بين البلدين ومنع كل مظاهر الخلل والتهريب». وذكر المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة في بيان ان السفير البريطاني عرض «موقف بلاده من التطورات الراهنة في المنطقة وشرح ما تعرضت له السفارة البريطانية في إيران من اعتداء». وأبدى ميقاتي «شجبه للحادث ولأي تعرض للسلك الديبلوماسي». وقال فليتشر بعد الزيارة انه عبّر لميقاتي عن الترحيب بالقرار الذي اتخذه والحكومة اللبنانية في ما خص إيفاء لبنان بالتزاماته تجاه المحكمة الدولية. وأضاف: «جميعنا هنا قلقون على اهمية الاستقرار في لبنان في هذا الوقت الصعب الذي يمر على المنطقة وتشهد فيه الحدود اللبنانية حالاً من عدم الاستقرار، ويجب ان نعمل سوية لدعم الاستقرار هنا، لذلك كان من المهم اتخاذ قرار كهذا لأنه يتيح لنا جميعاً ولمن يريد دعم لبنان التطلع الى السبل التي تسمح بتقوية هذا الاستقرار ودعمه». وتابع: «اثناء زيارة الرئيس ميقاتي بريطانيا قدم للرئيس ديفيد كاميرون سلسلة اقتراحات حول كيفية دعم بريطانيا للاستقرار في لبنان، وأنا مسرور أن أنقل له ترحيباً إيجابياً حيال هذه الاقتراحات، وفي خلال الاسابيع والأشهر المقبلة يمكننا التحدث عن توسيع هذا الدعم وفي مجالات عدة، اولاً في ما يتعلق بدعم الجيش وخدمات الشرطة وذلك بهدف القيام بمهماتهما بفاعلية أكبر في دعم الاستقرار، وثانياً في مجال الاستثمارات التي يمكننا القيام بها في لبنان. سأتوجه الى لندن هذا الاسبوع وسأطرح القضية على الشركات البريطانية لحضها على الاستثمار في لبنان وسأقدم خطاباً يوم الجمعة في لندن حول فرص الاستثمار في قطاع البنى التحتية. ومن مجالات التعاون ايضاً دعم الاساتذة في لبنان والتعليم وتأمين الوصول الى اللغة الانكليزية وربط الصفوف المدرسية اللبنانية والبريطانية وأن يتمكن الطلاب اللبنانيون من الحصول على منح مدرسية في بريطانيا». ورأى أن «القرار الذي اتخذ الأسبوع الماضي في شأن المحكمة الدولية يؤسس لبنية قوية للجميع ونحن نتطلع الى قيام المزيد من الدعم لاستقرار لبنان في المرحلة المقبلة الصعبة والى تقوية دعمنا للبنان سيد، حر ومستقل». السفير الايراني اما السفير الايراني فقال: «سلمت الرئيس ميقاتي رسالة من نظيره الدكتور محمد رضا رحيمي النائب الأول لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية حول التطورات في المنطقة. وتحدثنا عن موقف ايران الاساسي تجاه لبنان وجميع اللبنانيين بالتأكيد على الاستقرار والوحدة الوطنية والتضامن والتكاتف بخاصة في مثل هذه المرحلة الحساسة. كما تحدثنا عن التطورات الاقليمية والدولية وما يجري في سورية، ولفتت الى التأييد الشعبي الواسع للنظام في سورية وأكدت موقف الجمهورية الاسلامية الايرانية بدعم المطالب الشعبية الاصلاحية، حيث ان غالبية الشعب تريد الاصلاحات بقيادة الرئيس بشار الأسد». لصيانة الحدود وقال السفير السوري: «تركز الحديث مع الرئيس ميقاتي حول العلاقات الأخوية وضرورة صيانة الحدود بين البلدين الشقيقين ومنع كل مظاهر الخلل وتهريب السلاح، والعبث بالأمن الذي ينعكس على البلدين الشقيقين، وكنت مطمئناً الى تشديده على تطبيق الاتفاقات المعقودة بين البلدين». وقال رداً على سؤال: «عبرت سورية منذ البداية عن حرصها على إقامة أفضل العلاقات العربية-العربية وعن ترحيبها بجهد الأشقاء في التعاطي مع هذه الأزمة المعقدة المركبة والخطيرة والتي تظهر فيها خيوط المؤامرة الخارجية والتي تستهدف امن سورية ودورها واستقرارها. بالأمس كانت الاتصالات بين الجامعة العربية ووزارة الخارجية السورية وهناك مؤشرات الى استجابة الجامعة العربية للاستفسارات والملاحظات السورية على المبادرة والبروتوكول المتفق على توقيعه، وأظن أن الأجواء الايجابية قائمة. إذا كانت هناك ضمانات للسيادة السورية ولجدية هذه المبادرة، فإن سورية مرحبة ومتعاونة إلى أقص حد في هذا المجال. المؤشرات ايجابية لكنها لم تعلن بعد». وعرض ميقاتي الأوضاع الراهنة مع النائب سليمان فرنجية. ثم التقى وفداً من الهيئة التنفيذية للمجلس العام الماروني الذي أثنى على «الخطوة الإجرائية والجريئة التي قام بها الرئيس ميقاتي بتسديد المبالغ المطلوبة للمحكمة الدولية لدرء كل المخاطر والإجراءات التي كان من الممكن ان تتخذ من قبل المرجعيات الدولية في حق لبنان». ولفت الوفد الى ان ميقاتي آكد أن التشكيلات الإدارية ستتم في أسرع وقت ممكن. ورأس ميقاتي الاجتماع الأول للمجلس الوطني لمكافحة المخدرات وأكد خلال اللقاء على «ضرورة اتخاذ اقصى الإجراءات لمكافحة الإتجار بالمخدرات والتعاون بين مختلف الاجهزة المعنية في هذا المجال». كما دعا الى تكثيف التعاون بين المؤسسات الرسمية والاهلية للعناية بالمدمنين.