القاهرة، غزة - أ ف ب - بعد يومين على رعايتها اتفاق مصالحة بين حركتي «فتح» و«حماس»، تستعد مصر لفتح الحدود مع قطاع غزة بشكل دائم لتخفيف الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، وهي خطوة لاقت ترحيباً واسعاً من حكومة «حماس»، فيما أعربت إسرائيل عن قلقها الشديد. وصرح وزير الخارجية المصري نبيل العربي إلى قناة «الجزيرة» بأن معبر رفح «سيفتح بشكل كامل»، وبأن مصر «ستتخذ خطوات مهمة تساعد على تخفيف حصار قطاع غزة خلال الأيام القليلة المقبلة»، مؤكداً أن بلاده «لن تقبل ببقاء معبر رفح مغلقاً». وتوقع أن «تتغير الأوضاع في غزة جذرياً»، واصفاً إغلاق المعبر بأنه «أمر مشين». وأكد العربي الذي دان في تصريحات أدلى بها بمجرد تعيينه قبل نحو شهرين الحصار المفروض على قطاع غزة، أن «مصر لن تتجاهل المعاناة الإنسانية لسكان القطاع». وسارع مسؤول إسرائيلي رفيع امس إلى القول إن إسرائيل «قلقة جداً» من خطط مصر إعادة فتح معبر رفح بشكل دائم، معتبراً أن ذلك يمكن أن تكون له آثار استراتيجية على امن الدولة العبرية. وقال لوكالة «فرانس برس»: «نحن قلقون جدا من الوضع شمال سيناء حيث نجحت حماس في إقامة آلة عسكرية خطيرة على الرغم من الجهود المصرية لمنع ذلك». وأضاف: «لا نشعر بالارتياح من التطورات في مصر والأصوات التي تدعو إلى إلغاء معاهدة السلام من خلال التقارب بين مصر وإيران ورفع مستوى العلاقات بين مصر وحماس». وتابع أن «هذه التطورات يمكن أن تكون لها آثار استراتيجية على امن إسرائيل القومي». على خط مواز، رحبت هيئة المعابر والحدود في حكومة «حماس» امس بالموقف المصري، وأكد مدير الهيئة حاتم عويضة في بيان «أهمية هذا القرار الذي يأتي في ظل حركة ناشطة للمسافرين والمعاناة المستمرة نتيجة تحديد عدد أيام العمل والمسافرين يومياً». ودعا إلى «ضرورة تفعيل المعبر التجاري الفلسطيني - المصري»، موضحاً أن «حجم التبادل التجاري المفروض على قطاع غزة مع الجانب الإسرائيلي يتجاوز بليوناً وسبعمئة مليون دولار سنوياً، والأفضل أن يكون هذا التبادل مع دول عربية وإسلامية بدلاً من الاحتلال». وشدد على أن ذلك «لن يكون إلا من خلال فتح البوابة المصرية أمام الحركة التجاريَّة، والعمل لإنشاء مناطق تجارية وصناعية مشتركة وإبرام اتفاقات تجارية». وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية امس أن وتيرة المرور في معبر رفح ثابتة في الأيام الأخيرة، وهي مرور 11 ألفاً إلى مصر (مرضى وطلاب في مصر وحاملو جنسيات أجنبية)، ومغادرة 10 آلاف و925 إلى غزة. يذكر انه منذ تنحي الرئيس حسني مبارك، خففت السلطات المصرية الجديدة الإجراءات المفروضة على معبر رفح الذي لم يكن يفتح في الماضي إلا أياماً معدودة كل شهر ولأسباب إنسانية، علماً أن المعبر هو المنفذ الوحيد لغزة إلى العالم الخارجي الذي لا تتحكم فيه إسرائيل.