يأمل «معهد البحوث الاقتصادية» في ميونيخ (آي أف أو) في أن يشكل فتح سوق اليد العاملة الألمانية أمام الهجرة من بلدان أوروبا الشرقية ووسطها ابتداءً من أول أيار (مايو)، دفعاً إيجابياً للاقتصاد الألماني الذي يبحث منذ فترة عن يد عاملة مؤهلة أمام تعاظم الطلب على الصناعة الألمانية. ويتوقع خبراء مجيء أكثر من مئة ألف عامل مهني واختصاصي في مختلف المجالات سنوياً، نصفهم من بولندا المجاورة، انطلاقاً من أن عدداً من التشيخيين والليتوانيين وغيرهم سيتجه إلى ألمانيا للحصول على عمل جيد وسد النقص الموجود في الكفاءات. ورأت وزيرة العمل أورزولا فون دير لاين، أن فتح باب الهجرة «يشكل فرصة كبيرة» لسوق العمل الألمانية. ورداً على القلقين من مزاحمة المهاجرين للعمال الألمان قالت: «نحن لن نفقد العمل، بل نفتقد اليد العاملة، وهذا النقص سيتزايد في السنوات المقبلة». وكانت ألمانيا ودول أوروبية أخرى منعت هجرة اليد العاملة في السنوات الأخيرة بسبب الفارق الكبير في الأجور بين الدول الأعضاء القديمة والجديدة في الاتحاد الأوروبي. ونقلت النشرة الاقتصادية الشهرية الصادرة عن «غرفة التجارة والصناعة العربية - الألمانية» عن رئيس المعهد هانس فرنر زن، توقعه مجيء عدد كبير من المهاجرين إلى ألمانيا، مشدداً على تبديد قلق الألمان من منافسة هؤلاء على فرص العمل الموجودة، ومؤكداً أن اليد العاملة المؤهلة الآتية ستساعد الاقتصاد الألماني ككل. وتابع في مؤتمر صحافي عقده مع وزيرة العمل في ولاية بافاريا كريستينا هادرتهاوزر: «هذا التطور إيجابي وسينتج منه دفع قوي للنمو». وبعد أن لفت إلى أن المناطق المتقدمة صناعياً ستكون المستفيد الأكبر من الهجرة، أكد أن «الذين أتوا إلى ألمانيا سابقاً كان هدفهم الاستفادة من الأنظمة الاجتماعية الصحية، لا العمل، وهذا سيتغيّر الآن»، مضيفاً أن الأنظمة الاجتماعية «ستستفيد من المهاجرين، إذ إنهم سيعملون ويدفعون ضرائب واشتراكات تقاعد ورعاية صحية». ورأى زن في تسهيلات الهجرة إلى بريطانيا للعمل، مثالاً ناجحاً اذ لم تجلب عمالاً عاديين فقط، بل اختصاصيين أيضاً، مشيراً إلى أن الشركات الألمانية تبحث عبثاً منذ فترة طويلة عن كفاءات عالية. لكن هادرتهاوزر أعربت في المقابل عن تحفظها، معتبرة «أن الهجرة وحدها لن تحل النقص، وعلى المسؤولين والاقتصاديين بذل جهود لتأهيل قدامى العاطلين من العمل الألمان، لمساعدتهم على الانخراط مجدداً في سوق العمل». ولا يعرف بعد عدد المهاجرين المتوقع وصولهم إلى ألمانيا من الدول المعنية، لكن «الوكالة الاتحادية للعمل» (بي اي) تحدثت عن 140 ألف شخص سنوياً، وفق الوزيرة هادرتهاوزر. أما رئيس معهد «اي أف أو»، فلم يتوقع وصول الملايين حالياً، إنما بعد عشر سنوات.