بعد ساعات من مطالبة الرئيس الاميركي دونالد ترامب نظيره الروسي فلاديمير بوتين بدعم تسوية مع بيونغيانغ، جدد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، دعوته إلى تكثيف روسياوالصين الضغوط على كوريا الشمالية من أجل دفعها للتقيد بقرارات مجلس الأمن ووقف اختبارات برامجها النووية والباليستية. أتت دعوة تيلرسون خلال جلسة عقدها مجلس الأمن لمناقشة نتائج الزيارة التي قام بها مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان، إلى كوريا الشمالية مطلع الشهر الجاري. وأشار وزير الخارجية الاميركي خلال الجلسة التي حضرها في ظهورٍ نادر، سفيرُ كوريا الشمالية لدى الأممالمتحدة جا سونغ نام، إلى أن بلاده «تبقي كل الخيارات قائمة في التعامل مع التهديد الأمني لبيونغيانغ»، مضيفاً: «لا نريد الحرب ولا نسعى إليها، لكننا سنستخدم كل الوسائل للدفاع عن أمننا». وردت الصين الدعوة إلى اعتماد مقاربة «التجميد مقابل التجميد»، معتبرة أن «المسؤولية عن التصعيد الحالي لا يمكن إلقاؤها على طرف واحد»، فيما دعت كوريا الشمالية إلى التقيد الكامل بقرارات مجلس الأمن ووقف تجاربها الصاروخية والنووية. أما روسيا فألقت مسؤولية التصعيد على الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية، مؤكدة أن مواصلة كوريا الشمالية إطلاق صواريخ باليستية «غير مقبول، لكن هناك حاجة أيضاً إلى مراجعة سياسة الضغط والتهديد، ووقف التهديدات العسكرية ونشر الأنظمة العسكرية الأميركية في شبه الجزيرة الكورية». وكان إيغور مورغولوف، نائب وزير الخارجية الروسي، صرح بأن «موسكو ليست مستعدة للمشاركة في عقوبات جديدة على كوريا الشمالية تؤدي إلى خنقها اقتصادياً». وتابع: «يقترب الضغط على كوريا الشمالية من خط أحمر، والضمانات الأمنية الأميركية لكوريا الشمالية قد تكون موضوع محادثات بين بيونغيانغ والولاياتالمتحدة». وليل الخميس، تحدث الرئيس الأميركي هاتفياً مع بوتين، وناقشا العمل معاً لحل الوضع الخطير جداً في كوريا الشمالية». وأفاد البيت الأبيض بأن ترامب «شكر لبوتين اعترافه بالأداء الأميركي الاقتصادي القوي، خلال مؤتمره الصحافي السنوي الخميس». أما الكرملين، فقال إن «بوتين اتفق مع ترامب على تبادل المعلومات في شأن كوريا الشمالية، والتعاون في مبادرات حل الأزمة المتعلقة بهذا البلد»، فيما صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمام البرلمان بأن احتمال انهيار الاتفاق النووي مع إيران سيبعث بإشارة خاطئة في ما يخص محاولة حل أزمة كوريا الشمالية. وتابع: «أي محاولة للدفع نحو سيناريو عسكري مع كوريا الشمالية سيؤدي إلى كارثة». في غضون ذلك، شدد كبير المفاوضين الأميركيين في شأن كوريا الشمالية، جوزف يون، خلال زيارته تايلاند، على الرغبة في «فتح حوار» مع بيونغيانغ، علماً أن تيلرسون كان عرض الثلثاء عقد محادثات «بلا شروط مسبقة»، لكن البيت الأبيض ووزارة الخارجية شددا على أن الموقف الأميركي لم يتغير، وأن كوريا الشمالية «يجب أن تظهر أولاً نيتها وقف اختباراتها النووية والباليستية».