قال وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل أمس (الأحد) إن من أهم أسباب انتشار الفكر «المتشدد» إعطاء أصحابه فرصة في التعليم والمجالات الأخرى. وأضاف: «كان المجال (التعليم) بأكمله لهم، ولم يكن هناك مجال للفكر السعودي المعتدل ومنهج الاعتدال. تخلينا عن أبنائنا واختطفوهم». وأكد أن وزارة التربية والتعليم تسعى حالياً إلى بناء الحضارة على «منهج الاعتدال السعودي»، وبشَّر الوزير العاملين في قطاعات التعليم خلال مؤتمر صحافي عقده في جدة أمس، بأن مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام الذي أقرّ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز برنامجه التنفيذي، بموازنة تبلغ 80 بليون ريال، يتضمن وظائف جديدة لمديري التربية والتعليم، وحوافز لمديري المدارس والمعلمين، وإيفاد 25 ألف معلم من الجنسين للخارج للتدرّب في مدارس الدول المتقدمة، وربط المدارس بشبكة الإنترنت، وزيادة مخصصات المدارس وتجهيزاتها ومبانيها. وأضاف أنه سينُظر في وضع العاملات على البند 105. (للمزيد) وأوضح وزير التربية والتعليم أن دواعي برنامج العمل التنفيذي لمشروع الملك عبدالله لإصلاح التعليم العام تتمثل في الإصلاحات الكبرى التي يشهدها عهد خادم الحرمين الشريفين، ودعمه لكل ما يخدم الوطن والمواطن. وأضاف: «مستقبل الوطن والمحافظة عليه، وعلى مكتسباته وأمنه وازدهاره، ونمو اقتصاده، مرتبط بالتعليم الجيد، والاقتدار المعرفي والحضاري لأبنائه. والتعليم غير الجيد أحد أهم المشكلات التي تواجهها الدول التي تتطلع إلى المستقبل الزاهر والتنمية المستدامة». وشدد على أن مخاطر ضعف التعليم ترتبط باستهداف القوى والمؤثرات الداخلية والخارجية للمجتمع، ما يتسبب في زيادة البطالة، وضعف الإنتاجية، وتدني الناتج الإجمالي المحلي، ويؤثر في عدم تلبية متطلبات سوق العمل، إضافة إلى ارتفاع معدل الجريمة، ونسبة مستخدمي المخدرات، وشيوع السلبية والتذمر والإحباط، وانخفاض مستوى الرضا العام، وأعباء اقتصادية وضغوط حادة ومقلقة على أية دولة». وأعلن الأمير خالد الفيصل ما يتضمنه البرنامج من مبادرة بإيجاد المميزات الوظيفية لمديري التربية والتعليم، إذ تمت الموافقة على إحداث خمس وظائف بالمرتبة الممتازة لمديري التربية والتعليم في مناطق الرياض ومكة المكرمة والمدينة المنورة والمنطقة الشرقية ومحافظة جدة، و11 وظيفة بالمرتبة ال15 لبقية المناطق، ومحافظتي الطائف والأحساء، و29 وظيفة بالمرتبة ال14 لمديري التربية والتعليم في بقية المحافظات. وأشار إلى اعتماد 5 بلايين ريال على مدى خمسة أعوام، لإيفاد 25 ألف معلم ومعلمة للخارج للتدريب في مدارس الدول المتقدمة للتعرف على أفضل الممارسات الحديثة في برامج تمتد عاماً، إضافة إلى مبادرة افتتاح 1500 روضة أطفال حكومية سيستفيد منها150 ألف طفل، و3500 وظيفة معلمة خلال خمسة أعوام. وذكر أنه تم اعتماد مبلغ 1200 مليون ريال على مدى ثلاثة أعوام لمشروع ربط المدارس ب«الإنترنت» والتعليم الإلكتروني، وتشمل الشبكات الداخلية للمدارس لتلبية متطلبات التعليم الإلكتروني، و1190 مليون ريال سنوياً للمعامل والفصول الذكية، إضافة إلى استكمال تجهيز المدارس بأجهزة الحاسوب. كما تم تعزيز بندي المستلزمات التعليمية ونفقات النشاط الرياضي والثقافي ب500 مليون ريال، ليصبح 1085 مليون ريال سنوياً. كما تم اعتماد مبالغ لمركز الخدمات المساندة للتربية الخاصة، و1500 مليون ريال لخمسة أعوام ل15 مركزاً، ستسهم في الاكتشاف والعلاج الباكرين. وقال الأمير خالد الفيصل إن من أهم أسباب انتشار الفكر المتشدد إعطاء أصحاب هذا الفكر الفرصة في مجال التعليم، وغيره من المجالات، إذ كان المجال بأكمله لهم، «ولم يكن هناك مجال للفكر السعودي المعتدل، ومنهج الاعتدال السعودي، تخلينا عن أبنائنا واختطفوهم، والمنطقة كلها تعيش بين تيارين شديدين». وشدد على أهمية بناء الحضارة على المبادئ والقواعد الإسلامية التي قامت عليها السعودية، وهو ما يمثل منهج الاعتدال السعودي، وما تسعى إليه وزارة التربية والتعليم في الوقت الحاضر.