كان من اللافت في الدورة الحالية من مهرجان (الجنادرية 26) المشاركات النسائية المستقلة هذا العام، وتحديداً بعد أن تم تخصيص قسم نسائي مستقل، وإتاحة الفرصة للحضور النسائي لفترة أطول من تلك الفترة التي خصصت لهن في الأعوام الماضية إذ اتاحت «الجنادرية» هذا العام أسبوعين يستقبل فيهما النساء والعوائل، وقد شهدت الجنادرية حضوراً كبيراً من النساء والأطفال للتعرف على مظاهر التراث السعودي، إضافة إلى الحضور البارز للمشاركات النسائية المستقلة والفعاليات المخصصة للنساء. مديرة إدارة رياض الأطفال بالطائف موضي القثامي تؤكد أن هذا العام شهد فتح المجال للمشاركة النسائية بشكل أكبر، إذ إنه لم تتح لهن المشاركة في العام الماضي، «أما هذا العام فقد شاركت إدارة رياض الأطفال بالطائف للمرة الأولى، إضافة إلى بقية الإدارات التي شاركت في العام السابق كإدارة ينبع وجدة والمدينة ومكة». وأشارت القثامي إلى أن الركن الخاص الذي خصص هذا العام لرياض الأطفال، ويضم معظم المدن والمحافظات السعودية له أهداف متنوعة، فإدارة الطائف مثلاً قامت بتخصيص موضوع لمشاركتها وهو تحت مسمى «رسالتي»، وهي عبارة عن بعض الرسائل التربوية الموجهة للوالدين والمعلم والمجتمع لتحقق حاجات الطفل الاجتماعية والنفسية، إضافة إلى تخصيص ركن للطفل المنتج، والغذاء الصحي لطفولة سليمة، وركن مخصص لتصوير الأطفال وهم يرتدون الزي القديم، من خلال توفير الأزياء التي يختار منها الطفل ما يعجبه ويرتديها والحصول على صور له بتلك الأزياء لتظل لديه ذكرى، تخلد في ذاكرته تراثنا العريق. وحول تقويمها لهذه المشاركة اقترحت القثامي في المرات المقبلة أن يتم تكبير حجم مسرح الطفل الذي يحتل مساحة صغيرة هذا العام ليتمكن من عرض أنشطة أكبر. الدكتورة حصة الهدلق من وزارة تعليم البنات تقول: «إن مشاركتهن هذا العام ليست كبقية الأعوام السابقة، فهن بطبيعة الحال يشاركن في كل عام لكن مشاركتهن كانت عبارة عن يوم واحد فقط مخصص للنساء، وكانت عبارة عن مشاركة في منطقة مفتوحة عامة، أما هذا العام فخصص قسم نسائي مستقل يتيح للمرأة أن تحظى بشيء من الراحة نتيجة للخصوصية التي تبحث عنها بعض النساء»، ولفتت إلى أن المرأة في القسم المستقل تستطيع العمل في ورش العمل من دون قيود، وكذلك الحال بالنسبة للموظفات المشاركات اللاتي يستطعن أداء عملهن في قسم نسائي مستقل من دون التقيد بارتداء العباءة والغطاء طيلة فترة عملهن من الصباح للمساء، وعن نوع المشاركة ذكرت الهدلق أنهن يعرضن الخدمات التي تقدمها الوزارة وقد يجهلها البعض، وكذلك عروضاً تعريفية بمشاريع الوزارة. وتطمح الهدلق في الأعوام المقبلة إلى أن يكون لهن حضور أكبر وأكثر فعالية، مشيرة إلى أنهن سيسعين إلى تلافي السلبيات واكتشاف جوانب الضعف ومن ثم الحضور بأفكار متجددة العام المقبل. الممثلة عن المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني نوف البديع وقالت: «إن الأعمال المعروضة في ركنهن هي نتاج الأعمال التي قامت بها النزيلات واللاتي ينقسمن إلى قسمين: الأول هو الخاص بالأحداث، ويشمل من عمر 15 إلى 30 عاماً، والقسم الثاني المخصص للاتي تتم إحالتهن بعد ذلك إلى السجون من عمر 30 عاماً فما فوق، وأشارت البديع إلى أن نوع مشاركتهن في «الجنادرية» هي عرض لتلك الأعمال اليدوية التي هي من إنتاج النزيلات بجميع فئاتهن». أما المشرفة على جناح وزارة الشؤون الاجتماعية نورة السبت، تقول: «هذه هي المرأة الأولى التي يكون بها جناح مستقل لوزارة الشؤون الاجتماعية، متمثلاً في مشاركة نسائية بحتة»، وذكرت أن مشاركتهن هذا العام تعد الأولى، لأن العام الماضي تضمن بداية المشاركات النسائية المستقلة، لكن بعض الجهات لم تكن مستعدة، ما أفقدها الفرصة على المشاركة، وأشارت السبت إلى أن طبيعة مشاركتهن متمثلة في عرض أعمال الفتيات الأيتام، وكذلك إتاحة المجال لهن للحضور في الركن للتعريف بأعمالهن والتواصل مع الزائرات.