اجتمع رئيس الوزراء المصري الدكتور عصام شرف ووزير المالية الدكتور سمير رضوان والدكتورة فايزة أبو النجا أمس في منزل السفير المصري لدى الرياض محمود عوف بعدد من رموز الجالية المصرية في السعودية، ودار نقاش حول كثير من الأمور، أبرزها التأكيد على متانة العلاقات المصرية - السعودية، ومطالبته الصحافيين بالتقليل من حجم التهويل في تضخيم العلاقة بين مصر وإيران، مشيراً إلى أن «قيام علاقة بين مصر وإيران أو أية دولة كانت العلاقة مقطوعة معها في السابق لا يعني أن مصر تنازلت عن ثوابتها الوطنية والدينية والسياسية»، وأن ما يشاع عن العلاقة القائمة الآن بين القاهرة وطهران شابها «كثير من التضخيم»، بدليل أن «مصر وقفت موقفاً واضحاً في أحداث البحرين الأخيرة، وأيّدت إرسال قوات خليجية ممثلة في «درع الخليج»، مضيفاً أن «أمن منطقة الخليج بالنسبة لمصر ليس خطاً أحمر فقط، بل جدار أحمر»، نافياً في الوقت ذاته وجود أي خلافات بين مصر والإمارات كما تناقلتها بعض وسائل الإعلام في الفترة الأخيرة، مشيراً إلى أن سبب عدم تضمين الإمارات للجولة الخليجية، التي بدأها بالسعودية بأنه «مسألة توقيت فقط، إذ تعارض موعد الزيارة مع زيارته لمنطقة سيناء، وحرصه على حضور احتفالات أعياد سيناء وسط أهالي المنطقة»، وأن «العلاقات المصرية - الإماراتية على أفضل ما يكون، ولا صحة لوجود خلافات بين البلدين، فمصر بدأت سياسة جديدة، وفتحت صفحة جديدة في السياسة العربية، وأنه لولا مرض وزير الخارجية المصري نبيل العربي، لاصطحبه معه لتوضيح هذا الموضوع». وطمأن رئيس الوزراء المصري المصريين العاملين في الخارج بأن حقهم في التصويت لانتخابات الرئاسة المقبلة تم الانتهاء منه، وأن النقاش الآن «ليس حول الانتخابات الرئاسية، بل في كيفية مشاركتهم في الانتخابات البرلمانية». يذكر أن شرف بعث الكثير من رسائل الاطمئنان حول الوضع الأمني في مصر قائلاً: «الحالة الأمنية في مصر تمضي نحو الأفضل، وتتحسن يوماً بعد يوم»، موجهاً سؤالاً للحضور بالقول: «هل تعرفون حجم عربات الأمن التي تم حرقها؟»، وأجاب على مقترحات حول تجاوز هذا الوضع بأسرع ما يمكن قائلاً: «هناك اقتراح بضم عدد من خريجي كليات الحقوق إلى جهاز الشرطة المصرية، وهو أمر ارفضه لأنه سيوجد حالة من تفاوت الأجور بين هؤلاء الطلاب وبين العاملين في جهاز الشرطة منذ أكثر من 18 سنة، وهو أمر سيوجد من دون شك خلافات داخل الجهاز»، محفزاً فكرة «اللجان الشعبية»، وقال انه «يؤيد فكرة عمل اللجان الشعبية في مصر، وفتح باب التطوع، وأنه أفضل من المقترح الأول، وأن هناك قوى شيطانية تحاول نشر الفوضى، لكنهم لها بالمرصاد»، محذراً من أن الخوف في مصر هو من الفصل بين المسلم والقبطي، وقال انه لم يتفق مع ما نقله له الإعلامي المصري مفيد فوزي في حوار سابق معه قال له فيه انه «اندهش حينما رأى فتاة قبطية تصب الماء لشاب مسلم ليتوضأ في ميدان التحرير»، وأن شرف أجابه بأنه «غير مندهش»، لأن هذا هو الوضع الطبيعي للمصريين.