أكد المرشح الرئاسي للانتخابات المصرية أحمد شفيق، في حوار مع "الوطن" أنه إذا ما وصل إلى الرئاسة، سيعمل على إقامة علاقات عميقة واستراتيجية مع جميع دول العالم، على أن تكون الأولوية مع دول الخليج وفي مقدمتها السعودية. وشدد على أن مصر ليست في حاجة إلى عودة العلاقات مع إيران إذا كانت على حساب علاقتها بالمملكة. وكشف شفيق عزمه على تعيين 6 مفوضين للإشراف على برنامجه للتنمية الشاملة. ------------------------------------------------------------------------ يعتبر الفريق أحمد شفيق من أبرز المتنافسين على حكم مصر، في أول انتخابات رئاسية بعد ثورة 25 يناير 2011، وهو آخر رئيس وزراء لمصر في نهاية حكم الرئيس السابق حسني مبارك، وأول رئيس للوزراء بعد الثورة. يراه بعض علماء النفس أكثر فاعلية في الجانب الإداري، ويتمتع باستقلالية ونزعة تقدمية تجعل منه شخصاً لا يلتفت كثيراً إلى الماضي، إنما يميل إلى التفاؤل في نظرته للمستقبل. وأيضا يعشق القيادة ولديه الرغبة في الاعتماد على الذات، مقتضب الكلام، ولا يحب الثرثرة لكنه سريع الانفعال. في حواره مع "الوطن" أكد أن مصر ستعمل خلال الفترة المقبلة إذا تولى الرئاسة، على إقامة علاقات عميقة وإستراتيجية مع جميع دول العالم، على أن تكون الأولوية لدول الخليج وفي مقدمتها السعودية. وشدد على أن مصر ليست في حاجة إلى عودة العلاقات مع إيران إذا كانت على حساب علاقتها بالسعودية. وكشف عن عزمه تعيين ستة مفوضين رئاسيين للإشراف على برنامجه للتنمية الشاملة، لذلك يتوقع أن يستفيد منه أربعة أجيال من الجد إلى الحفيد. وإلى نص الحوار: الجيش الرادع ما أجندتك للتعامل مع ملف الأمن القومي المصري؟ مصر لديها التزام كامل بكافة الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي أبرمتها مع جميع دول العالم، بما فيها معاهدة "كامب ديفيد". وسأعمل على إعادة صياغة معاهدة السلام مع إسرائيل في بعض بنودها، خاصة فيما يتعلق بمنطقة سيناء، ولاسيما أن هناك بنداً رئيسياً يسمح بإجراء تعديلات على أي من بنود الاتفاقية. وسأعمل على استعادة مصر قوية اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً، فالقوة الشاملة لأي بلد تبدأ باقتصاد قوي وعلاقات متميزة وجيش رادع واتفاقيات ومعاهدات تُحترم. فهناك دول كثيرة لديها اقتصاد قوي لكنها ضعيفة عسكرياً، ومن ثم فإن الدولة القوية تحتاج لاقتصاد متميز وجيش رادع. السعودية وإيران ما رؤية أحمد شفيق لطبيعة العلاقة بين مصر والمملكة العربية السعودية؟ العلاقة بين مصر والسعودية راسخة قوية، علاقة بين أشقاء، علاوة على العلاقة الروحية التي تربط المصريين بالسعودية، ولن يسمح المساس بها بأي حال من الأحوال، كما أن الحرص على تقوية تلك العلاقة سيكون في صالح استقرار المنطقة العربية والشرق الأوسط بأكمله، خاصة أن مصر والسعودية هما العمود الذي يرتكز عليه استقرار المنطقة، ولن يسمح لأية خلافات بالنيل من علاقة مصر بالمملكة. وماذا عن طبيعة علاقة مصر بإيران؟ مصر حريصة على أن تكون لديها علاقات إستراتيجية متوازنة ومحترمة مع جميع دول العالم، شريطة ألا يكون هناك أي نوع من أنواع التدخل في الشؤون الداخلية. وفيما يتعلق بعلاقة مصر مع إيران فإن الأمر يتوقف على طبيعة ما ستقدمه إيران، ليس فقط لمصر وإنما لجميع الدول العربية وبخاصة دول الخليج. أما إذا كانت علاقة مصر بإيران ستؤثر ولو بنسبة ضئيلة على علاقتنا مع السعودية ودول الخليج عموما، فلا حاجة لمصر بهذه العلاقة. فأمن مصر من أمن السعودية وأمن الخليج عموماً، واستقرار البلدين بالتأكيد سينعكس بالإيجاب على استقرار المنطقة. العلاقة مع المحيط هل من خطة لاستعادة دور مصر الإقليمي في ظل التوترات المحيطة بحدودها سواء في ليبيا أو السودان أو من الشرق تجاه إسرائيل؟ من الطبيعي أن تتعرض الحدود المصرية لتوترات في أعقاب اندلاع الثورات. وتشتد هذه التوترات في ظل ثورة في الداخل وأخرى على الحدود مثلما حدث في مصر وليبيا، إلا أن مصر ستتعامل بحكمة ورزانة مع كل هذه القضايا، حيث إن الأولوية ستكون في تأمين حدودنا بصرامة للتفرغ لاسترجاع الأمن داخلياً، بما يسمح للبدء في إعادة ترتيب الأوراق لتبدأ مصر مسيرتها التنموية والاقتصادية الشاملة. الأزمات التي خلفها النظام السابق مع دول حوض النيل، كيف ستتعامل معها؟ تعمد النظام السابق الابتعاد عن دول حوض النيل وأفريقيا عموماً، مما أفسح المجال لأيد خارجية تعبث بتلك الدول في غفلة من مصر، وبالتالي فإن الدور الحقيقي الذي لا بد أن تقوم به مصر في المستقبل هو العمل على لمّ شمل الدول الأفريقية، لما لها من أهمية قصوى لمصر ولدول أفريقيا. كما أن المفاوضات والمشروعات والعلاقات الإستراتيجية سيكون لها دور بارز في استعادة العلاقة بين مصر وجميع دول أفريقيا، التي أهملها النظام السابق متعمداً. مستقبل العلاقة مع الخليج ما شكل العلاقة بين مصر ودول الخليج في المستقبل؟ سنبذل قصارى جهدنا لأن تكون علاقة مصر بدول الخليج من أقوى العلاقات وأفضلها بين مصر والعالم الخارجي، خاصة أن مكمن القوة في توحد مصر مع هذه الدول تحديداً. وسنعمل على الارتقاء بقيمة المواطن العربي ونقويها في المستقبل، وأي تهديدات تتعرض لها دول الخليج هي بمثابة تهديد لمصر. ومصر لن تقبل تعرض أي من دول الخليج لأي تهديد، لأن أمن مصر من أمن الخليج، وستكون هناك بداية قوية بين مصر ودول الخليج العربي تتمثل في علاقات اقتصادية وسياسية، لأن تلك الشعوب هي الأقرب إلى قلوب المصريين، فالعلاقات بيننا ستقوم على الاحترام والتعاون والتشاور والأخوة. أتفهم خوف الأقباط وماذا عن التعامل مع ملف قلق الأقباط من صعود الإسلاميين سياسياً؟ الجور على حقوق الآخر، أياً كان جنسه أو لونه أو ديانته، يجب أن يحظر بكل قوة، وعلينا أن نحترم من يعيش معنا في نفس الوطن. والتلاعب بنسيج الوطن الواحد مرفوض، ويجب أن يتم تفعيل مبدأ المواطنة بما يضمن عدم التمييز. وأنا أعذر الأقباط في قلقهم من الصعود السياسي للإسلاميين، لكنْ لدينا مثل شعبي يقول "اللي تخاف منه ما يجيش أحسن منه". مفاهيم ثلاثة ما أهم ملامح برنامجك الانتخابي؟ برنامجي يستهدف الأسرة المصرية، وأتعهد بأن تعود نتائج تنفيذ البرنامج على أربعة أجيال من الجد إلى الحفيد. والبرنامج يقوم على ثلاثة مفاهيم هي العداله الشاملة، والأمن الدائم، والتنمية المتوازنة والمستدامة. وأسعى من خلال برنامجي إلى تحقيق تنمية شاملة تستفيد من عوائدها كل فئات الشعب المصري، في مختلف المحافظات. ومن ذلك طرح مشروع المنطقة الاقتصادية الخاصة بمحيط قناة السويس والمحافظات الخمس، بما ينقلها من مرحلة كونها شريانا للنقل إلى مشروع مصري عالمي للنقل وتجارة الترانزيت والتسهيلات البحرية والصناعات المتعددة. يضاف إلى ذلك مشروع المنطقة الاقتصادية الخاصة ببحيرة ناصر وحول السد العالي، بما يجذب من استثمارات في مجال الزراعة والثروة السمكية والسياحة، وكذلك مشروع المنطقة الاقتصادية الخاصة بمحيط الطريق الجديد الواصل بين البحر الأحمر وسوهاج، بما يوفر من فرص التنمية في الصعيد. كما تشمل مشروعات التنمية الاقتصادية إطلاق مشروعات لتحلية مياه البحر على الساحلين الشرقي في البحر الأحمر والشمالي في البحرالمتوسط بما يحقق موارد جديدة للمياه وفرصا للعمل، ومدنا سكنية في الظهير الصحراوي للساحل الشمالي. ما أهم القرارات التي ستتخذها بمجرد وصولك إلى منصب رئيس الجمهورية؟ برنامجي يتضمن ما أسميه القرارات العشرة الأولى، ومنها البرنامج القومي لتيسير الزواج ومكافحة العنوسة، والمشروع المصري لخدمات الإنقاذ (الإسعاف، النجدة، الإطفاء، الدفاع المدني)، والخطوات اللازمة لتفعيل الهوية المصرية وتطبيق معايير المساواة على بدو مصر في سيناء والصحراء الغربية، وإعادة سكان النوبة المهجرين. كما أعطي أهمية قصوى لاستعادة الأمن في مصر وبلوغ الاستقرار الذي هو الخطوة الأهم لتحقيق أي هدف تنموي واستثماري من خلال استعادة هيبة الدولة بتنفيذ القانون على الجميع بلا استثناء وفرض الانضباط على الشارع المصري أمنيا وإداريا في مختلف المحافظات. وإعادة الثقة لجهاز الشرطة وإعادة تنظيمه وتطبيق معايير العدالة في مرتبات مختلف العاملين بالداخلية. وتوفير مستويات تدريب الشرطة بمختلف أفرعها، وضمان حياد الشرطة والتزامها بمعايير الاحتراف وعدم الانغماس في العملية السياسية، وإلزام الشرطة بتطبيق معايير حقوق الإنسان. ممر التنمية عُرف عنك اهتمامك بممر التنمية، فكيف ستتعامل معه عند وصولك للرئاسة؟ يجب البدء في مشروع (ممر التنمية) فوراً والبدء في إنشاء هذا الطريق الممتد من الإسكندرية إلى إسوان في المنطقة المقترحة للمشروع، بما يخدم 15 محافظة، وإضافة رابط جديد بين شمال وجنوب البلاد. يتضمن برنامجك رؤية خاصة لنهر النيل، فما هي الأسس التي تقوم عليها تلك الرؤية؟ طرحت في برنامجي رؤية تخص النهر العظيم، حيث خصصت له في بنيان فريقي الرئاسي وظيفة جديدة، أطلقت عليها "المفوض الرئاسي لشؤون نهر النيل"، بحيث يكون مكلفا من الرئيس بالقيام بالتنسيق بين الجهات المختلفة من أجل تنمية نهر النيل وحماية مياهه والحفاظ على بيئته وتعميق العلاقات مع دول حوض النيل وزيادة فرص الاستثمار بالاستفادة من مسطح النهر. وسأتبنى مشروع قانون لإنشاء مجلس الأمن القومي، إعمالا لنص الإعلان الدستوري، وتعيين ستة مفوضين رئاسيين، لكل منهم مهمة محددة، وهم "المفوض الرئاسي لشؤون النيل والمفوض الرئاسي لتنمية الصعيد، والمفوض الرئاسي لتطوير العشوائيات، والمفوض الرئاسي للمنطقة الخاصة في قناة السويس، والمفوض الرئاسي لمكافحة الفساد، والمفوض الرئاسي للتطوير الديموقراطي ومنع التمييز.