اتهمت الخرطوم أمس جنوب السودان بدعم حركات متمردة في دارفور، وحذرت الجيش الجنوبي من «التمادي» في تقديم الدعم اللوجستي وتسليح هذه الحركات «لإثارة انفلاتات أمنية في الاقليم». وتعهدت «الرد بقوة» على «خروقات» الجيش الجنوبي للحدود المتاخمة لدارفور. وشدد نائب حاكم ولاية جنوب دارفور عبدالكريم موسى في مؤتمر صحافي في الخرطوم أمس على أن حكومته «تحتفظ بحق الرد بقوة على خروقات الجيش الجنوبي في المناطق الواقعة على الشريط الحدودي مع الولاياتالجنوبية، عبر مجموعة مسلحة تنتمي إلى حركات دارفورية». وقال إن «حركة تحرير السودان» فصيل مني اركو مناوي و «حركة العدل والمساواة» بزعامة خليل إبراهيم وحركات أخرى «تتخذ من الأراضي الجنوبية قواعد لتدريب قواتها، كما أن قادتها ما زالوا موجودين في جوبا حتى الآن، على رغم إعلان حكومة الجنوب إبعادهم». وأكد أن «الحركات التي اعتدت على الطريق الرابط بين مدينتي نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور والفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور وألحقت الضرر بالمواطنين، انطلقت بدعم مباشر من الجيش الجنوبي متسللة من الناحية الجنوبية عبر بحر العرب، ووصلت حتى جبل عدولة والمناطق الجنوبية من شمال دارفور». وحمل «الحركة الشعبية لتحرير السودان» الحاكمة في الجنوب مسؤولية «ترويع وزعزعة أمن مواطني دارفور الذين تتخذهم حركات التمرد دروعاً بشرية للإفلات من ملاحقتها داخل القرى والمدن». إلى ذلك، كشف «حزب المؤتمر الوطني» الحاكم اتجاهاً لرفع حال الطوارئ في دارفور المفروضة منذ ثماني سنوات تمهيداً لبداية التسجيل للاستفتاء الإداري على مستقبل الإقليم. وأعلن حملة تعبوية لإنجاح الاستفتاء، معلناً رفضه إرجاءه. واتهم وزير الأوقاف مسؤول دارفور في «المؤتمر الوطني» الدكتور أزهري التجاني في لقاء مع قيادات حزبه في الفاشر أمس، البعثة الاممية - الأفريقية «يوناميد» ب «ممارسة عمل سياسي مكثف لمنع إجراء الاستفتاء» المقرر في تموز (يوليو) المقبل، ما اعتبره «تجاوزاً لتفويضها»، مؤكداً امتلاكه «وثائق تثبت أن البعثة قامت بعلميات تحريض وسط أهالي الإقليم لرفض اجراء الإستفتاء». وحذر التجاني من «مخطط إسرائيلي يسعى إلى ذبح السودان» بعد نهاية الفترة الإنتقالية في جنوب البلاد «عبر تحويل دارفور الى إقليم واحد كما تطالب الحركات المتمردة»، مشدداً على «تمسك الحكومة القاطع بإجراء الاستفتاء في موعده المحدد». وتابع: «لدينا معلومات موثقة أن دوائر اسرائيلية تسعى إلى جرجرتنا حتى تموز موعد ميلاد دولة الجنوبالجديدة ولن ننتظر حتى يوم ذبحنا وسنجري الاستفتاء في دارفور». من جهة أخرى، أعلن الجيش إن طائرة عسكرية من طراز «سوخوي» انحرفت عن مدرج مطار الفاشر في دارفور أثناء هبوطها بعد عودتها من مهمات استطلاعية. وقال الناطق باسم الجيش العقيد الصوارمي خالد سعد إن «قائد الطائرة خرج سليماً ولم يصب بأذى، كما شب حريق محدود في احد إطارات الطائرة تمت السيطرة عليه»، مؤكداً ان «الطائرة ستباشر مهماتها بصورة طبيعية قريباً». لكن الناطق العسكري باسم «حركة/جيش تحرير السودان» آدم صالح ابكر قال إن «طائرتي ميغ مقاتلتين انطلقتا من مطار الفاشر وقصفتا قرية تنقرارا جنوب غربي الفاشر ما أدى إلى اشتعال النيران في القرية وتدمير مسجدها»، موضحاً أن حركته «أطلقت النار على الطائرتين، فأصابت إحداهما في خزان الوقود فصدر منها دخان أسود وتوجهت صوب الفاشر، واحترقت في مدرج المطار عند محاولتها الهبوط». وطالب مجلس الأمن ب «إعلان دارفور منطقة حظر للطيران العسكري».