بما أن العاصمة اللندنية تشغل واجهة الأحداث هذه الأيام بفضل ما يسمى «عرس العصر» اي حفلة زواج الأمير ويليام وفاتنته كيت، يبدو في وقته تماماً العرض التلفزيوني لواحد من أجمل وأغرب وأقوى الأفلام التي تدور أحداثها في العاصمة البريطانية. الفيلم المعني هو «بلو آب» (أو «تكبير»)، الذي حققه المخرج الإيطالي ميكائيل أنجلو أنطونيوني عام 1966، في أول خروج سينمائي له من وطنه الإيطالي (هو الذي سيخرج مرات عدة بعد ذلك، مرة الى الصين ومرة الى الصحراء الأميركية، في «تشينغوا» ثم «نقطة زابريسكي»). ناهيك بأن أهمية «بلو آب» تكمن أيضاً في كونه اقتباساً عن قصة قصيرة لكاتب أرجنتيني لم يكن معروفاً بما فيه الكفاية في ذلك الحين: خوليو كورناثار. في اختصار جاءت النتيجة يومها فيلماً كبيراً صار من كلاسيكيات السينما، وفيلماً كوزموبوليتياً، يرسم مكانة متجددة للندن، ويرسم أبعاد نمط جديد من الحياة، كان غناء البيتلز قد أسس صورته المعاصرة. وكل هذا نراه في هذا الفيلم، من خلال الحكاية اليومية لمصور فوتوغرافي على الموضة، ويصور الموضة من دون أن يعود ليعرف هل يعيش في الواقع أم في الخيال، لا سيما حين تكشف له صور يلتقطها مصادفة في حديقة عامة، ما يخيل إليه أنه جريمة وجثة. ثم تتلو ذلك امرأة تريد أن تسترجع ما صور، لئلا يكون دليلاً على الجريمة التي «يبدو» أنها شاركت في ارتكابها. وطبعاً لأننا هنا في صدد فيلم لأنطونيوني، نعرف أن هذا كله لا يمثل شيئاً كبيراً في فيلم غني، وعميق و... ممتع الى الحدود القصوى... ناهيك عن أنه يقدم فانيسا ردغريف في واحد من أجمل أدوارها. * «سيتي سينما كلوب»، 18.40 بتوقيت غرينتش.