عام 2013 قرر خمسة أصدقاء من المعهد العالي للموسيقى في مصر إنشاء فرقة للعزف على الآلات النحاسية النفخية دون مطرب أو آلات وترية، تعبيراً عن الشغف بتلك الآلات ورداً على «إهدار حقها مقارنة بآلات أخرى»، عبر إعادة تقديم الموسيقى الشرقية بها. عملت الفرقة التي انبثق اسمها «النفيخة» من طريقة العزف على الآلات النحاسية، على إعادة انتاج ألحان أعلام الموسيقى العربية بداية من سيد درويش ومحمد عبدالوهاب وأم كلثوم ومحمد فوزي وبليغ حمدي، وصولاً الى فنانين حاليين ممن أثاروا جدلاً كالمطرب الشعبي المصري شعبان عبدالرحيم، وذلك من خلال مشروع «100 سنة مزيكا مصرية» الذي يرصد حركة الموسيقى بطريقة مختلفة. كما عزفت الفرقة مجموعة من أشهر أغاني مقدمات مسلسلات ثمانينات القرن العشرين وتسعيناته. تسعى «النفخية» إلى تغيير النمط التقليدي للفرق الموسيقية بإضفاء مؤثرات بصرية وسمعية مع الإيقاعات المختلفة واستخدام لغة الجسد خلال العزف للتفاعل مع الجمهور، في إطار ما يعرف ب «المسرح الموسيقي». يقول محمد سواح أحد مؤسسي الفرقة: «عزفنا في البداية أغنيات مشهورة ومؤثرة عند غالبية المجتمع المصري حتى نلقى قبولاً ولا يشعر الجمهور بالغربة عند الاستماع إلى أغنياته المفضلة على آلات نفخية نحاسية». ويعتقد سواح أن الآلات النحاسية لم تأخذ حظها في الشهرة كالآلات الوترية، لذلك «قررنا إلقاء الضوء على الآلة النحاسية، ونريد أن يسمع الجمهور هذه الآلات في الموسيقى الحزينة والسعيدة». ويشير إلى»ضرورة التدريب والتمرين بشكل دقيق وشاق لخروج صوت كل آلة متناسقاً مع الأخرى»، قائلاً: «نحن نعزف على 5 آلات نحاسية ويجب أن يشعر الجمهور بأن هناك تناغماً بين الآلات واللحن». تتكون الفرقة من عازفي الترومبيت محمد سواح ومصطفى جمال، وعازفي الترومبون أمير إبراهيم وأحمد إسماعيل، وعازف الباص توبا مساكي، وخالد السايس عازف الإيقاع، وسامح شعبان عازف الدرامز. ويؤكد السواح أن «التجديد المستمر صفة لازمت النفيخة منذ الظهور الأول، ففي كل حفلة نقدم للجمهور لوناً موسيقيا مختلفاً». ويضيف: «في حفلتنا الأخيرة عزفنا موسيقى «غربي» وأعجب بها الجمهور مثل 007 وStar war وأغنيات فرانك سيناترا، الأمر الذي جعلنا نفكر في إدراج أغنيات غربية في الحفلات أو تخصيص حفلات خاصة للموسيقى الغربية.