ليس هيناً الأثر الذي تركه والد منى خزندار فيها، فالناقد والأديب عابد خزندار، رسخ فيها الشغف بالأدب، منذ أن كانت صغيرة، «كان إذا قرأ رواية يحثني على قراءتها، ثم صرنا نتبادل الكتب والقراءة، وكان بيننا حوار أدبي متواصل، يتعزز بقراءة كتبه». تحب خزندار زيارة المعارض والمتاحف، ولديها اهتمامات أدبية، فهي تقرأ كثيراً في مواضيع تخص العلاقة بين الشرق والغرب، ومن كتابها المفضلين من يعالجون مثل هذه القضايا، مثل أورهان باموك، ومن العالم العربي رجاء عالم. كما أنها وعلى رغم إقامتها الدائمة في فرنسا، فإنها تجتهد في متابعة المشهد الثقافي في بلدها، وتحرص على المشاركة فيه وعلى أن تكون جزءاً منه، فهي سبق لها أن شاركت في منتديات ومؤتمرات عدة. وهي في الوقت نفسه منسقة المشاركة السعودية في بينالي البندقية في الدورة المقبلة، فقامت باختيار الفنانين (الأختين رجاء وشادية عالم) الذين يمثلون السعودية في هذا البينالي الشهير، الذي يشارك فيه فنانون من أنحاء العالم. وهي في الوقت نفسه نائبة رئيس «مؤسسة المنصورية للثقافة والإبداع»، التي اشتهرت بنشاطاتها في مجالات الفنون التشكيلية، فتدعو باستمرار فنانين عرب وسعوديين للإقامة في باريس للرسم والتفرغ الفني. وتؤكد أنها فخورة «بالمرأة السعودية في شكل عام. المرأة السعودية في الخارج لديها تواجد مهم، وتتقلد مناصب مهمة». آخر نشاط أقامه المعهد وأشرفت عليه منى، معرض لمبدعين فلسطينيين، حين قرر المعهد، خلال الأحداث التي مرت على غزة جراء عنف الاحتلال الإسرائيلي، فكان معرضاً يضم أعمالاً ل18 مبدعاً فلسطينياً، «المعرض مثل مناسبة مهمة ليعرف الفرنسيون والأوربيون، من غير دم أو رصاص، تفاصيل الحياة في غزة، أموراً تبدو جديدة عن الأطفال المحرومين من طفولتهم بسبب العدوان الإسرائيلي».