سجلت الروائية السعودية رجاء عالم وشقيقتها الفنانة التشكيلية شادية عالم تميزا واضحا في أول مشاركة للمملكة في معرض بينالي فينيسيا في دورته الرابعة والخمسين التي ركزت هذا العام على التنوير عن طريق التبادل الثقافي والفني بين الأمم. الشقيقتان رجاء وشادية مثلتا المملكة بعمل حمل اسم «الفلك الأسود»، وحصد العمل إعجابا كبيرا من قبل زائري جناح المملكة في البينالي، وأكدتا ل «عكاظ» بأن مشاركتهما في البينالي أثبتت للعالم بأن المرأة السعودية موجودة وليست مصنوعة كما يتصور البعض، ولفتتا إلى أن بكاء سيدة صينية عندما شاهدت العمل دليل واضح على دقة العمل من الناحية الجمالية أو المفاهيمية أو الفنية، ودليل أيضا على قوة تأثيره الروحي والديني والاجتماعي.
وأكدت ل «عكاظ» الدكتورة منى عابد خزندار مديرة معهد العالم العربي في باريس والمفوضة عن المعرض أن هذا العمل الفني يعتبر واجهة حضارية للمملكة في هذه التظاهرة الفنية العالمية. وأضافت «تعتبر هذه المشاركة الأولى للمملكة في معرض بينالي فينيسيا والتي تمثلت بمشاركة الفنانة التشكيلية شادية عالم وحاصدة جائزة البوكر في دورتها الأخيرة رجاء عالم من خلال عمل إبداعي تركيبي يشتمل على الصوت والصورة ويتمحور موضوعه حول الثقافات المختلفة واكتشاف الآخر والمدينة والضوء فيها، وقد وجد الجناح السعودي إشادة كبيرة من جميع زائري الجناح الذين أكدوا أن جناح المملكة يعتبر من أفضل الأجنحة المشاركة في المعرض ونحن فخورون بكل هذه الإشادات والتي أنصفت هذا المعل الفني الرائع».
من جانبها، عبرت ل «عكاظ» رجاء عالم عن بالغ سعادتها بهذه المشاركة وبالعمل الفني الذي وجد الاهتمام الكبير من المتاحف الكبرى وفي مقدمتها المتاحف الروسية ومتحف روما والعديد من المتاحف العالمية. واستطردت «قمت أنا وشادية ببناء مفهوم هذا العمل سويا وهو يلخص كل الأفكار الموجودة في كتبي وتدور حول الحضارات المتزاوجة والمتعاكسة في مكةالمكرمة التي شهدت ولادتنا وطفولتنا، فهذا العمل يعكس كل التمازج الثقافي الذي عشناه في مكةالمكرمة»، مضيفة «بعد أن قمنا بالعمل على ضوء هذا المفهوم قامت الفنانة شادية عالم بإخراجه بصريا وعندما شاهدته وجدت أنه عمل فني واحد ولكنه يفوق الكثير من الأعمال الفنية مجتمعة»، وأضافت «استغرق إنجاز هذا العمل قرابة الخمسة أشهر وكل الذين شاهدوه أبدوا دهشتهم وأكدوا أن المملكة قدمت عملا فنيا تفوق على كثير من الأعمال العالمية المشاركة في هذا المعرض لأنه عمل فني متكامل من حيث المفهوم والإخراج الجمالي، بالإضافة إلى الحرفة العالية المستخدمة لإخراج هذا العمل الذي يدل على البعد الثقافي الرائع في التبادل بين الحضارات والانصهار فيما بينها في مكان واحد». وزادت عالم «الصحافة الغربية كانت تعتقد أن المرأة السعودية مصنوعة وليس لها وجود وعندما شاهدوا المرأة السعودية في هذا المعرض وما تتمتع به من حرفية عالية وذوق فني راقٍ جعلهم يعيدون صياغة رؤيتهم السائدة وتفكيرهم في كثير من مواقفهم تجاه المملكة وتجاه المرأة السعودية وتجاه النساء بشكل عام في العالم العربي، فهذه المشاركة تعتبر رسالة جميلة قدمتها المملكة من خلال هذا العمل الذي لاقى استحسان الجميع». من جانبها، وصفت ل «عكاظ» الفنانة التشكيلية شادية عالم أن هذا العمل هو عمل فني مشترك بينها وبين شقيقتها رجاء عالم ويضم العمل صور مسقطة من البروجكتور مع مؤثرات صوتية، مبينة أن العمل يتكون من جهتين الجهة الأولى عبارة عن مساحة مسطحة سوداء توحي بالغموض واللا شيء والباب المغلق، وإذا قمت بتغيير حركتك واتجهت للجهة الأخرى ستجد عوالم تتبادل فيها الطاقة والمعرفة وفي وسطها ستجد مدينتي والتي تمثل المركز.