أصيب العشرات من المتظاهرين بعد إطلاق الرصاص الحي والقنابل الغازية والحجارة من قبل قوات الجيش والأمن ومسلحين بزي مدني في مدينة تعز واب أمس بعد يوم واحد من حديث الرئيس علي عبدالله صالح عن رفضه تسليم السلطة لمن سماهم "الانقلابيين" بل سيسلمها عبر الانتخابات. وقال شهود عيان ومتظاهرون ان قوات الامن والحرس الجمهوري مدعومة بعناصر مسلحة ممن يسمون ب"البلاطجة" اطلقوا النار والغازات والحجارة على المتظاهرين في منطقة فندق السوفيتيل وتم محاصرتهم هناك فيما منعت سيارات الإسعاف من نقل الجرحى. وقال الدكتور صادق الشجاع رئيس المستشفى الميداني بساحة التغيير بتعز ان اكثر من 50 شخصا اصيبوا بالرصاص الحي والحجارة بينهم حالتان حرجتان فيما تعرض اكثر من 150 اخرين للاختناق جراء اطلاق القنابل المسيلة للدموع. وكانت قوات الحرس الجمهوري والامن المركزي انتشرت بكثافة بالمدينة واغلقت الشوارع المؤدية للقصر الرئاسي في المدينة ونصبت الحواجز الاسمنتية خشية من توجة المتظاهرين الى القصر. وفي مدينة اب اصيب نحو 30 متظاهرا بعد اطلاق الامن النار والحجارة على مسيرة حاشدة كانت تجوب شوارع المدينة مطالبة برحيل الرئيس صالح فورا ودون شروط. وقال شهود عيان ان محتجين احرقوا سيارة تابعة لأحد "البلطجية". ويأتي تجدد العنف في اليمن بعد ساعات من اعلان الرئيس علي عبدالله صالح عن أنه لن ينقل السلطة إلا من خلال عملية انتخابية وهو ما اعتبرة مراقبون تراجعا عن قبول المبادرة الخليجية التي تنص على تسليم صالح السلطة الى نائبّ بعد ثلاثين يوما من توقيعه والمعارضة على مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي. وقال صالح في مقابلة مع قناة بي بي سي "لن أنقلها إلا عبر صناديق الاقتراع .. تعال نشكل لجنة عليا للانتخابات واستفتاء وندعو رقابة دولية تشرف على نزاهة الانتخابات ، لكن عملية انقلابية مرفوضة تماماً ، نحن لن نقبل العملية الانقلابية سواء في الداخل أو تأييدها من الخارج ، أي عملية انقلابية مرفوضة تماماً تماماً لأننا نتمسك بالشرعية الدستورية ونتمسك بالدستور ولا نقبل بالفوضى الخلاقة". واتهم صالح المعتصمين في ساحات التغيير وقوات الجيش المنشقة عن نظامه بإيواء عناصر تنظيم القاعدة ، محذراً الغرب من دعم هذه المظاهرات أو التساهل مع توغل القاعدة في أوساطها على حد زعمه. وقال "الآن في حي الجامعة خليط من الناصريين على الاشتراكيين على الأخوان المسلمين على تنظيم القاعدة على الحوثيين". وأضاف "الآن تنظيم القاعدة والجهاد موجودون في المعسكرات التي خرجت عن الشرعية". وتأتي تصريحات صالح بعد يوم واحد من إعلانه وحزبه القبول بالمبادرة الخليجية التي تنص على تنحيه خلال شهر من موافقته على المبادرة. وكان الرئيس علي عبد الله صالح قد وافق على التنحي في غضون أسابيع مقابل منحه الحصانة من المحاكمة. الى ذلك حاصرت قوة من الحرس الجمهوري امس القاعدة الجوية بمحافظة الحديدة بعد خروج عدد من الطيارين والضباط من القاعدة لتناول وجبة الغذاء في محاولة منها لاقتحام القاعدة والسيطرة عليها ، بعد ان اعلن قائدها الانحياز لثورة الشباب السلمية. على صعيد آخر أعلن وزير الصناعة والتجارة في حكومة تصريف الأعمال هشام شرف عبد الله إن تقديرات تشير إلى أن الأزمة السياسية الراهنة التي دخلت شهرها الثالث قد ألحقت خسائر بالاقتصاد الوطني والسياحة والاستثمارات والصادرات تصل ما بين 4 إلى 5 مليارات دولار.