أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس أن قوات الجيش «سيطرت في شكل كامل على الحدود السورية العراقية» قائلاً «ومن هنا نعلن انتهاء الحرب ضد داعش»، فيما أصدرت قيادة العمليات المشتركة بياناً أعلنت فيه تمكّن قواتها من «تحرير الجزيرة بين نينوى والأنبار بإسناد طيران الجيش» وأصبحت بالتالي تسيطر على «الحدود الدولية العراقية السورية شمال الفرات من منطقة الرمانة حتى تل صفوك على طول 183 كيلومتراً، ومن منفذ الوليد إلى منفذ ربيعة». وقال مصدر أمني ل «الحياة» إن «القوات العراقية هدفت إلى طرد ما تبقى من عناصر «داعش» في المنطقة الحدودية، حيث التقت القوات في الصحراء بين محافظتي نينوى الشمالية والأنبار الغربية، في طريق يمتد نحو مئتي كيلومتر بموازاة الحدود مع سورية. وكان المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، العميد يحيى رسول، أعلن في 27 الشهر الماضي أن القوات العراقية «طهّرت نحو خمسين في المئة من الصحراء البالغة مساحتها الكلية 29 ألف كيلومتر مربع». وقال العبادي، خلال افتتاح مؤتمر الإعلام الدولي في بغداد أمس، إن «معركتنا كانت مع العدو الذي أراد أن يقتل حضاراتنا، لكننا انتصرنا بوحدتنا وعزيمتنا، وفي فترة وجيزة استطعنا هزيمة داعش». وأضاف «هذه الانتصارات ليست انتصارات للعراقيين فحسب إنما انتصارات للعرب والمسلمين والمنطقة بالكامل». وعلى رغم فشل «داعش» في الإبقاء على «دولة الخلافة»، أشار التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة إلى أن ثلاثة آلاف من عناصر «داعش» في العراق وسورية لم يلقوا السلاح بعد، ما يجعل التنظيم قادراً على إراقة الدماء وإلحاق الأذى بالعراقيين. وأعلن المتحدث باسم التحالف الدولي، الكولونيل راين ديلون، أن «داعش هزم عسكرياً لكنه لم يُهزم في شكل كامل، فهو ما زال يشكل خطراً على العراق»، متوقعاً عودة مسلحي التنظيم إلى «جذورهم الإرهابية من خلال شن هجمات دامية ضد المدنيين العزل، على غرار ما جرى في الناصرية والرمادي، وأماكن أخرى خلال الأسابيع الماضية». كما توقعت كل القوات التي تقاتل «داعش» في العراق أن يبدأ التنظيم مرحلة جديدة من حرب العصابات، وهو أسلوب أظهر التنظيم في السابق قدرته على انتهاجه. وكان «داعش» سيطر عام 2014 على ما يقارب ثلث مساحة العراق بعد اجتياحه مناطق واسعة أوصلته إلى مشارف بغداد، ثم خاضت القوات العراقية معارك شرسة بدءاً من الموصل في تشرين الأول (أكتوبر) 2016، وصولاً إلى المعركة الأخيرة في الصحراء الغربية. وخلّفت تلك المعارك دماراً كبيراً في المدن التي استعيدت، وتسبّبت في نزوح الملايين. وأعلن قائد عمليات تطهير الجزيرة وأعالي الفرات، الفريق عبد الأمير يارالله أن القوات العراقية «نجحت في تطهير أكثر من 90 قرية وأكثر من 16 ألف كيلومتر مربع». كما أعلن «الحشد الشعبي» أن «قوات الحشد والجيش أكملت عمليات التحرير والسيطرة الكاملة على الشريط الحدودي العراقي السوري من شمال القائم إلى جنوب سنجار»، مؤكداً «المباشرة في أعمال التحصين وإنشاء السواتر». لكن الرجل الثاني في قيادة «الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس قال إن «تنظيم داعش انهزم عسكرياً، غير أن ذلك لا يعني القضاء عليه، فهم موجودون في مناطق أخرى في شكل مجاميع تختفي بين الأهالي والقرى، ويغيّرون أساليبهم».