ناقش جيفري فيلتمان، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، في بيونغيانغ أمس «التعاون» بين الجانبين، فيما حلّقت قاذفة أميركية فوق شبه الجزيرة الكورية، وتحدثت روسيا عن سعي كوريا الشمالية إلى حوار مباشر مع الولاياتالمتحدة في شأن برنامجها النووي. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية بأن فيلتمان بحث مع نائب وزير الخارجية الكوري الشمالي باك ميونغ كوك في «التعاون بين كوريا الشمالية والأمانة العامة للأمم المتحدة، ومساعدة وكالات تابعة للمنظمة الدولية لكوريا الشمالية ومسائل أخرى ذات اهتمام مشترك». وفيلتمان مسؤول بارز سابق في وزارة الخارجية الأميركية، وهو أبرز مسؤول في الأممالمتحدة يزور الدولة الستالينية منذ عام 2012. وحرصت الخارجية الأميركية على تأكيد أنه لن يحمل أي رسالة من واشنطن، خلال زيارته التي تأتي بعدما اختبرت كوريا الشمالية الأسبوع الماضي صاروخاً باليستياً عابراً للقارات، اعتبرته الأكثر تطوراً في ترسانتها، مؤكدة أنه يطاول الولاياتالمتحدة. في سيول، أعلن الجيش الكوري الجنوبي أن قاذفة أميركية من طراز «بي-1بي» حلّقت فوق شبه الجزيرة الكورية، في إطار تدريب جوي مشترك وواسع. وانطلقت القاذفة من جزيرة غوام وانضمت إلى مقاتلات أميركية من طرازَي «أف-22» و «أف-35» خلال التدريبات التي بدأت الإثنين وتُختتم غداً. تزامن ذلك مع إعلان سيول أن الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن سيزور بكين الأسبوع المقبل، ليناقش مع الرئيس الصيني شي جينبينغ سبل إيجاد «تسوية سلمية للملف النووي لكوريا الشمالية». وقال ناطق باسم الخارجية الصينية إن الجانبين سيبحثان خلال الزيارة في «مسائل دولية وإقليمية ذات اهتمام مشترك»، بما في ذلك سبل «زيادة الاتصالات والتنسيق في الملف النووي في شبه الجزيرة الكورية». زيارة مون التي ستستمر أربعة أيام، ستكون الأولى له إلى الصين منذ توليه منصبه في أيار (مايو) الماضي، في وقت يسعى البلدان الى تحسين علاقاتهما المتوترة، نتيجة نشر سيول منظومة دفاعية أميركية مضادة للصواريخ من طراز «ثاد»، لمواجهة التهديد الصاروخي لكوريا الشمالية. لكن بكين تعتبر أن منظومة «ثاد» تهدد أمنها. الى ذلك، أعلن مسؤولون أن الحكومة اليابانية ستعدّ موازنة تكميلية قيمتها 2.9 تريليون ين (25.9 بليون دولار) للعام المالي الممتد إلى آذار (مارس) المقبل، لتغطية الإنفاق على الدفاع الصاروخي، وعلى إجراءات اقتصادية جديدة. وكان مصدران قالا إن طوكيو تستعد لاقتناء صواريخ دقيقة تُطلق من الجو، ما سيمنحها للمرة الأولى القدرة على ضرب المواقع الصاروخية لكوريا الشمالية التي اختبرت عشرات الصواريخ الباليستية، حلّق اثنان منها فوق اليابان. في غضون ذلك، أعلن إيغور مورغولوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أن لدى بلاده «قنوات نجري عبرها حواراً (مع بيونغيانغ) ونحن مستعدون لاستغلالها»، وزاد: «نحن مستعدون لممارسة نفوذنا على كوريا الشمالية». واعتبر أن واشنطن وبيونغيانغ لا ترغبان في حرب، مستدركاً أن «سيناريوات كهذه قائمة». وأضاف: «نعتقد بأن العزلة وحدها لن تجدي، لن يقودنا هذا إلى الأمام. لن نؤدي بذلك سوى إلى تدهور الموقف الخطر. نحن على شفا حرب حقيقة». ولفت الى أن الدولة الستالينية تسعى إلى حوار مباشر مع الولاياتالمتحدة في شأن برنامجها النووي.