في غياب وفد الحكومة السورية، استأنفت الأممالمتحدة أمس الجولة الثامنة من محادثات السلام في جنيف. ولا يزال الوفد الحكومي في دمشق ولم يحسم قراره بالمشاركة بعد، منتظراً سحب وفد المعارضة الموحد بيان الرياض الذي أشار إلى تنحي الرئيس بشار الأسد خلال المرحلة الانتقالية. وعلى رغم محاولات المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا تأكيد أن الهوة بين الطرفين يمكن تجاوزها، وإعرابه عن الأمل في قدوم الوفد الحكومي «قريباً جداً»، شدد الناطق باسم وفد المعارضة يحيي العريضي أمس، على ضرورة مغادرة الأسد خلال المرحلة الانتقالية. وقال العريضي في تصريحات للصحافيين، إن وفد المعارضة «لا يزال ملتزماً بانتقال سياسي لا يكون للأسد أي دور فيه». كما دعا الأممالمتحدة وحلفاء الرئيس السوري إلى وقف حملة القصف الجوي على الغوطة الشرقية في ريف دمشق، التي أدت إلى سقوط مئات بين قتيل وجريح. وتبحث الجولة الحالية سلتي الدستور والانتخابات. وقالت أليساندرا فيلوتشي، الناطقة باسم الأممالمتحدة للصحافيين، إن المبعوث الأممي لا يزال يأمل بعودة الوفد الرسمي. وزادت: «ننتظر وصول أعضائه، ونأمل بأن يكونوا هنا قريباً جداً». ويفترض أن تستمر جولة المحادثات الحالية حتى منتصف الشهر الجاري. وهذه هي المرة الثانية التي تنطلق فيها المحادثات في غياب الوفد الحكومي. وقال مصدر سوري في دمشق لوكالة «فرانس برس» أمس: «الوفد لن يغادر اليوم أو غداً إلى جنيف»، لافتاً إلى أن «القرار النهائي لم يتخذ بعد»، وأن دعوة المشاركة «لا تزال قيد الدراسة لدى القيادة السورية». وكانت الأممالمتحدة تأمل بإطلاق مفاوضات مباشرة بين الطرفين في هذه الجولة. إلى ذلك، أعلنت السفيرة الفرنسية لدى موسكو سيلفي بيرمان، أن فرنساوروسيا والولايات المتحدة وبريطانيا والصين اتفقت على أن هذه الدول فقط ستدخل في مجموعة الاتصال حول سورية في المرحلة الحالية. وقالت بيرمان، في حديث إلى وكالة «تاس» الروسية أول من أمس: «قررنا أن نعمل حالياً في إطار هذه التشكيلة»، مشددة على «أننا متمسكون بعملية جنيف تحت رعاية الأممالمتحدة». وأشارت السفيرة الفرنسية إلى أن بلادها عرضت توسيع قائمة المشاركين في مجموعة الاتصال لتضم كلاً من السعودية وإيران وتركيا ومصر، «لكن الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن لم تتوصل إلى اتفاق حول هذا الأمر». يذكر أن المبادرة بإنشاء مجموعة اتصال دولية حول سورية تم طرحها من قبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أواسط تموز (يوليو) الماضي خلال لقائه نظيره الأميركي دونالد ترامب. في غضون ذلك، أعلنت نسرين عبد الله، الناطقة باسم «وحدات حماية المرأة» في «قوات سورية الديموقراطية»، أن «سورية الديموقراطية» تنسق مع الجيش الروسي شرق الفرات من خلال «غرفة عمليات مشتركة» تمت إقامتها مع روسيا. وأشارت الناطقة إلى أن «هناك تنسيقاً بيننا وبين القوات الروسية بغرفة مشتركة، والقوات الروسية تتكفل بالقوات السورية كي لا تقوم بأي عمل ضد قواتنا، وهي أي (القوات الروسية) تحفظ خطوط التماس». ميدانياً، قتل ثمانية أشخاص وجرح 16 آخرون في انفجار قنبلة في حافلة بمدينة حمص أمس، في هجوم أعلن «داعش» مسؤوليته عنه. وقال طلال البرازي محافظ حمص لقناة «الإخبارية» التلفزيونية الرسمية، إن كثيراً من الركاب كانوا طلاباً جامعيين. ووقع الانفجار في حي عكرمة قرب «جامعة البعث». وأظهرت لقطات أناساً متجمعين حول مركبة محترقة وسط الشارع. وقال التلفزيون الحكومي إن قنبلة زرعها «إرهابيون» في حافلة ركاب انفجرت. في موازاة ذلك، أعلن مصدر عسكري سوري تصدي الدفاعات الجوية السورية لهجوم إسرائيلي بالصواريخ على أحد المواقع العسكرية بريف دمشق، متحدثاً عن إسقاط ثلاثة صواريخ إسرائيلية. وأفاد المصدر المطلع لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن إسرائيل قامت عند الساعة الحادية عشرة والنصف ليلة الاثنين باستهداف أحد المواقع العسكرية بريف دمشق بالصواريخ، وقامت الدفاعات الجوية السورية بالتصدي لها وأسقطت ثلاثة أهداف منها.