أكد عدد من المستثمرين العقاريين أن وجود الاستراحات في بعض المخططات أسهم في تراجع الأسعار فيها بمعدل تصل نسبته إلى نحو 30 في المئة بسبب ما ينتج منها من إزعاج ومخالفات وسرقات وتفحيط وازدحام في المواقف، مشيرين إلى أن كثيراً من الساكنين في تلك الأحياء التي فيها استراحات تقدموا بشكوى إلى البلدية إلا أنها لم ترد عليهم. وقال صاحب مكتب (فضل عدم ذكر اسمه) إنه يسكن بيتاً تحيط به الاستراحات من جميع الجهات، ما تسبب في إزعاج كبير لهم ما جعلهم يلجؤون إلى الجهات المسؤولة والمعنية بهذا الأمر ولكن لم نخرج بقرار مناسب نحو الموضوع، لافتاً إلى أن من أهم الأحياء المتضررة من ذلك حي القادسية بالرياض الذي توجد به أكثر من 75 في المئة من الاستراحات المخصصة للعزاب، ما تسبب في انخفاض أسعار الأراضي فيه لأكثر من 30 في المئة، إذ تقدر أسعار المتر في الحي الآن بنحو 750 ريالاً، مؤكداً أنه لو كان الحي خالياً من الاستراحات فسيصل سعر المتر لأكثر من 1200 ريال. وأشار إلى أن الاستراحات في هذا الحي انتشرت بشكل كبير حتى وصلت إلى ملاصقة بعضها للمنازل القائمة، ما أنتج مشكلات كثيرة مثل السرقات والتفحيط في الوقت الذي لا تتوافر فيه دوريات في المنطقة، ما انعكس على الأسعار وتراجعها، إضافة إلى أن بعض تلك الاستراحات يسكنها عمال شركات من جميع الجنسيات. وطالب من البلدية نزع الاستراحات من الأحياء السكنية وإخراج المستأجرين منها بعد إعطائهم مهلة ستة أشهر، وعدم إصدار رخصة استراحة في داخل الأحياء. من ناحيته، يرى صاحب مكتب عقاري خالد المطوع أن الاستراحات التي داخل الأحياء لا تسبب أي مشكلات وأن البلدية تعطي أصحاب الاستراحات أو المستأجرين حداً أقصى إلى منتصف الليل حتى يخرجوا منها، لافتاً إلى أن 80 في المئة من المستأجرين داخل هذه الأحياء عوائل. ولفت إلى أن هناك لجنة تتابع الشكاوى وتتخذ الإجراءات اللازمة في حال تذمر أي ساكن من مرتادي تلك الاستراحات، موضحاً أن هناك غرامة مالية تصل إلى ألف ريال للمخالف، إضافة إلى تعهد خطي بعدم مضايقة السكان في تلك المنطقة. من جهته، ذكر أحد سكان حي السعادة تركي العنزي أن إنشاء الاستراحات في داخل الأحياء يمثل مشكلة كبيرة للسكان، ولا يوجد لها حل حتى الآن، لافتاً إلى أن قيام البلدية بإزالة وهدم تلك الاستراحات والاستفادة من مقرها كبناء سكن عوائل هو الأفضل، مضيفاً أن غالبية السكان في تلك الأحياء يتأذون من مستأجري تلك الاستراحات الذين طالما يسهرون إلى ساعات متأخرة من الليل، خصوصاً أن هناك ضعفاً في الرقابة. وذكر العنزي أنه لا يمكن أن يترك أهله في البيت الذي بجانبه استراحات بسبب عدم وجود أمان، خصوصاً أن مرتادي تلك الاستراحات من الشباب العزاب الذين يصدر منهم إزعاج حتى أوقات متأخرة من الليل، إضافة إلى تعرض كثير من المنازل إلى السرقة بسبب الاستراحات، خصوصاً الأجهزة الكهربائية. وقال أحد سكان حي الرويضة علي المنصور إن الأحياء التي توجد فيها استراحات تنخفض قيمتها بشكل كبير ولا يوجد طلب على الأراضي السكنية فيها، خصوصاً أن هناك مشكلات تنتج من تلك الاستراحات ومرتاديها. وأكد أنه لا يعرف ما الأنظمة التي تحكم إنشاء مثل تلك الاستراحات وهل تجب إزالتها في حال بناء مساكن في تلك الأحياء، لافتاً إلى أن كثيراً من الأحياء تتراجع أسعار الأراضي فيها بسبب تلك الاستراحات.