كرر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحذيراته من أن أنقرة لن تسمح للولايات المتحدة بإقامة «دولة إرهابية» للأكراد في شمال سورية. وقال أردوغان خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم أمس: «نحن نرى خطة للولايات المتحدة موجهة ضدنا. وتُقام هناك ممر إرهابي بشمال سورية. ولماذا تصل أسلحة أميركية إلى هناك في الوقت الذي لم يبق فيه «داعش» هناك؟ وضد من ستستخدم؟ ضد إيران أو تركيا أو روسيا؟». وتابع قائلاً: «نحن لن نتابع بصمت محاولات البعض في الولاياتالمتحدة لإقامة دولة إرهابية بجانبنا». وأضاف أن تركيا «كانت تعمل بحذر لكي لا تتضرر القوى التي كانت تعتبرها أصدقاء لها في سورية، ولكن في وقت قريب هي ستقضي بالكامل على الفروع السورية لمنظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية». وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قد أعلن الأسبوع الماضي، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكد للرئيس التركي في مكالمة هاتفية بينهما، أنه أمر بوقف توريدات السلاح إلى «وحدات حماية الشعب الكردية»، التي تعتبرها أنقرة فرعاً لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا. لكن تصريحات أردوغان أمس كشفت أن تركيا غير مقتنعة بالوعود الأميركية. وقال الرئيس التركي إن اعترافات العقيد طلال سلو الناطق السابق باسم «قوات سورية الديموقراطية» الذي انشق مؤخراً وتوجه إلى تركيا، توضح استمرار الدعم الأميركي ل «حزب الاتحاد الديموقراطي» السوري وذراعه العسكري «وحدات حماية الشعب الكردية». وأضاف أردوغان أن اعترافات سلو توضح بما لا يدع مجالاً للشك ما قامت به الولاياتالمتحدة لحماية «وحدات الحماية» و «حزب الاتحاد الديموقراطي». وهدد بأن تركيا ستقضي على امتدادات «حزب العمال الكردستاني» في سورية بشكل نهائي، مضيفاً: «إن لم يكن اليوم فغداً». وانشق سلو من منصبه، في 14 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، متوجهاً إلى المناطق التي تسيطر عليها فصائل «الجيش الحر» شمال حلب المتحالفة مع تركيا. وتضاربت الأنباء حول نقله إلى تركيا، والتنسيق مع «الجيش الحر» للانشقاق. وتحدث العقيد سلو، السبت الماضي، عمن وصفها ب «الشخصيات الحقيقية» التي ترأس «قوات سورية الديموقراطية» في سورية. وقال في مقابلة مع وكالة «الأناضول» التركية الرسمية إن الولاياتالمتحدة الأميركية هي من تدير «سورية الديموقراطية» عن طريق القيادي شاهين جيلو، الذي يرأسها، إلى جانب مساعده قهرمان، وهو أحد قيادات «حزب العمال الكردستاني». إلا أن «سورية الديموقراطية» ردّت على تصريحات سلو، وقالت في بيان إن التصريحات المنسوبة له تشير إلى أن تركيا «تبتز» الرجل وتأخذه رهينة لإعادة اجترار ما كانت تحاول «تلفيقه» في السابق. واعتبرت أن تركيا تحاول «الإساءة إلى قوات سورية الديموقراطية ومن خلالها قوات التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، والتي استطاعت دحر وطرد الإرهاب من مدن شمال سورية». في موازاة ذلك، أفادت «وحدات حماية الشعب الكردية» بتعرض مواقعها في محيط عفرين بشمال سورية إلى 44 هجوما شنها الجيش التركي وفصائل مرتبطة به خلال الشهر الماضي وحده. وأوضح بيان إعلامي ل «وحدات حماية الشعب» أن الهجمات المذكورة أسفرت عن مصرع عنصر من الوحدات الكردية، إضافة إلى مقتل جندي تركي، و7 من أعضاء الفصائل المرتبطة بالأتراك. وأكد البيان تدمير «وحدات الحماية» لطائرة استطلاع تركية بلا طيار، وآلية عسكرية، وشاحنتين. وكان نائب رئيس الوزراء التركي بكير بوزداغ، أعلن في وقت سابق أن بلاده تبحث مع روسياوالولاياتالمتحدةوإيران عملية تركية محتملة في عفرين السورية. يشار إلى أن تركيا بدأت في الصيف الماضي بنشر قواتها في المناطق الحدودية مع سورية الخاضعة لسيطرة «وحدات حماية الشعب الكردية».