قصفت القوات التركية منطقة راجو الواقعة في ريف عفرين، شمال سورية، والتي تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب الكردية». وتحدثت مصادر متطابقة عن خسائر مادية ووقوع جرحى جراء القصف. وشهدت المنطقة خلال الأسابيع الماضية قصفاً من قبل القوات التركية والفصائل المدعومة منها استهدف مناطق في ريف عفرين ومناطق سيطرة «قوات سورية الديموقراطية» بريف حلب الشمالي، بالتزامن مع قصف من قبل «سورية الديموقراطية» على مناطق سيطرة الفصائل المتحالفة مع أنقرة بريف حلب الشمالي ما تسبب بوقوع قتلى وجرحى في معظم المناطق التي تعرضت للقصف. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الريف الشمالي لحلب، يشهد تجدد القصف المتبادل بين «سورية الديموقراطية» من جهة، والقوات التركية والفصائل المدعومة منها من جهة أخرى، حيث استهدفت «سورية الديموقراطية» مناطق في بلدة كلجبرين التي تسيطر عليها الفصائل. في حين قصفت القوات التركية مناطق في بلدة تل رفعت التي تسيطر عليها «سورية الديموقراطية». كما استهدفت القوات التركية في قرية جلبرا الواقعة بريف عفرين، في ريف حلب الشمالي الغربي. وهناك تبادل منتظم للصواريخ والمدفعية في الأسابيع الأخيرة بين القوات التركية وعناصر «وحدات حماية الشعب «الذين يسيطرون على جزء من الحدود الشمالية الغربية لسورية. في موازاة ذلك، قصفت قوات النظام مناطق في بلدة عندان الواقعة في ريف حلب الشمالي. وبعد أيام من تغيير كبار قادة الجيش التركي، جدد الرئيس رجب طيب أردوغان الإنذارات بتحرك عسكري ضد المقاتلين الأكراد في سورية الأمر الذي قد يقوض المعركة التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد «داعش». وعززت تركيا، صاحبة ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي بعد الولاياتالمتحدة، جزءاً من الحدود الشمالية الغربية لسورية مطلع الأسبوع بالمدفعية والدبابات، وقال أردوغان إن تركيا «مستعدة للتحرك». وأفاد في خطاب ألقاه بمدينة ملطية في شرق تركيا: «لن ندع التنظيم الانفصالي في سلام بالعراق وسورية» في إشارة إلى «وحدات حماية الشعب» في سورية وقواعد «حزب العمال الكردستاني» في العراق. وأضاف: «نعلم أنه إذا لم نجفف المستنقع فلا يمكننا التخلص من الذباب». وجاءت تصريحات أردوغان في أعقاب تعيين ثلاثة قادة جدد للجيش والقوات الجوية والبحرية في تركيا الأسبوع الماضي، وهي تحركات قال محللون ومسؤولون إنها تستهدف في جانب منها على الأقل الاستعداد لأي حملة ضد «وحدات حماية الشعب». واجتاحت القوات التركية شمال سورية العام الماضي لانتزاع أراض من «داعش» مع قطع شمال شرقي سورية الذي يسيطر عليه الأكراد عن جيب عفرين الكردي إلى الغرب. وحالت القوات التركية بذلك دون سيطرة الأكراد على كامل منطقة الحدود والتي تمثل أسوأ سيناريو بالنسبة لأنقرة. وتركزت الاشتباكات الأخيرة حول بلدتي تل رفعت ومنغ بالقرب من عفرين واللتين تسيطر عليهما «وحدات حماية الشعب الكردية» والمقاتلون المتحالفون معها. وقال أردوغان إن التوغل العسكري التركي العام الماضي وجه ضربة «لمشاريع إرهابية» في المنطقة ووعد باتخاذ مزيد من الإجراءات. وقال: «سنقوم بتحركات جديدة ومهمة قريباً».