افتتح في منطقة عنكاوا ذات الغالبية المسيحية في الضاحية الشمالية لمدينة أربيل في إقليم كردستان أول متحف من نوعه في العراق للتراث السرياني يحتوي على نحو 2000 مادة تراثية. ويعود تاريخ غالبية المواد المعروضة داخل المتحف الى 250 سنة، إذ جمعت محتويات المعرض من جانب سكان القرى الذين قدموها كهدايا للمعرض. واعتبر المدير العام للثقافة والفنون السريانية التابعة لوزارة الثقافة والشباب في حكومة إقليم كردستان سعد المالح، أن المتحف يُعَدّ الوحيد من نوعه، ليس في العراق فقط وإنما في العالم بالنسبة إلى الكلدان والسريان الآشوريين وتراثهم، والهدف هو الحفاظ على تراث هذه الشعوب ونشر ثقافته إلى العالم أجمع. وبحسب المالح، فإن «افتتاح المتحف هو ثمرة جهود سنتين من العمل المستمر في جمع وترتيب المواد التراثية السريانية من مختلف القرى والبلدات والتي قدمت هدايا من قبل الأهالي»، مبيناً أن المتحف «يتضمن ألفي مادة تراثية متنوعة قديمة تعود الى 50 و250 سنة». ويتألف مبنى المتحف من ثلاث قاعات تضم أقساماً للأزياء والمنسوجات والمواد المنزلية والزراعية والمعدنية والخشبية والحجرية وغيرها، فضلاً عن قاعة لصور رواد النهضة الفكرية والثقافية السريانية، ورواد المسرح والموسيقى والغناء والترتيل السرياني، إلى جانب صور ونسخ الصحف والمجلات الأولى التي صدرت بالسريانية، وكذلك نسخاً من الكتب السريانية القديمة التي صدرت قبل نحو مئة سنة أو أكثر ومخطوطات ووثائق كتبت بعضها قبل مئات السنين. ويشير المالح إلى أن زوار المتحف بإمكانهم «سماع ومشاهدة أغان ومعزوفات وتراتيل قدماء الموسيقيين والمغنّين والمرتّلين السريان، فضلاً عن بعض الأفلام الوثائقية».