أوضح وزير الخارجية الكويتي نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد صباح السالم الصباح ان اقتراح إلغاء القمة العربية المقبلة في بغداد بناء على ما ذكره وزير خارجية مملكة البحرين، لكون «هناك ظروف موضوعية لا نريد لها ان تكون سبباً في فشل القمة، ولهذا ارتأينا تأجيلها لكي تتمكن بعض الدول من المشاركة بتمثيل عالي المستوى»، مؤكداً أن الهدف من القمة هو الخروج بنتائج مثمرة وليس اجتماعاً لالتقاط الصور. وأجاب الصباح عندما سئل في لقاء مع برنامج إضاءات الذي بثته قناة «العربية» أمس ، عما إذا كانت دول مجلس التعاون الخليجي تتجه للتصعيد مع إيران، إنه ليس من مصلحة الأمن الإقليمي أن تكون إيران في عزلة من محيطها، وإننا ما زلنا نريد أن تكون هناك علاقات طيبة معها ونحن لا نقرع طبول الحرب، لافتاً إلى ان البيان الخليجي الذي صدر أخيراً ليس هجوماً على إيران بل كان تنبيهاً بأن هناك مشكلة في العلاقات الخليجية الإيرانية. وقال: «إن الكويتيين سنة وشيعة عاشوا بسلام منذ 300 عام، وقاتلوا تحت راية واحدة، مشيراً إلى أن تصريحات أعضاء مجلس الأمة الكويتي من الطائفة الشيعية كانت أقسى من غيرهم في التصدي للاتهامات الإيرانية، مؤكداً أن بلاده ترفض الفرز الطائفي الذي تقوم به إيران». وأكد ان الأمن الخليجي يتعرض للخطر في الكويت والبحرين والسعودية عبر التهديدات المباشرة من إيران، ويتضح ذلك من خلال الاعتداء الأخير على السفارة السعودية في طهران. واضاف خلال حديثه للبرنامج الذي يقدمه الزميل تركي الدخيل: «نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية الإيرانية ولا نفرض رؤيتنا لكيفية تعاملها مع البلوش أو الآذريين من مواطنيها». وشدد على ان البيان الذي أصدره مجلس التعاون الخليجي عقب القمة الخليجية الأخيرة في أبوظبي كان تعبيراً عن وجود مشكلة في العلاقات الخليجية - الإيرانية، وان دول المجلس حاولت فتح صفحة جديدة لعلاقة مع إيران ومد يد العون والصداقة، مشيراً إلى أن البيان كان يهدف إلى تهيئة الأجواء لعلاقات جيدة، ولهذا لم يتطرق في البيان إلى وضع الجزر الإماراتية لأن في ذلك استفزازاً لإيران. وزاد: «لقد كنا حريصين على ذلك، ولكننا قوبلنا بتضاعف التدخل الإيراني بالشؤون الداخلية لدول المجلس». وقال الوزير الكويتي لقد أكدنا مراراً في الكويت أننا لن نقبل بأن تكون الأراضي والأجواء الكويتية معبراً لأي اعتداء على إيران، ولكن إيران تنظر إلى دول المجلس على أنها كيانات تابعة بلاسيادة وهذا ما نرفضه. وتعليقاً على الاستبيان الذي نشرته صحيفة السياسة الكويتية الأسبوع الماضي، والذي أظهر أن 84 في المئة من المشاركين يؤيدون قطع العلاقات الخليجية مع إيران، قال إن ذلك ربما يمثل إشارة للغضب الشعبي، ولكن وظيفتنا هو ترجمة ذلك عبر الوسائل الديبلوماسية، مؤكداً أن إيران دولة كبرى في محيطها الإقليمي، ويجب التعامل معها. وأن تكون هناك وسائل للتواصل المستمر، و«نحن نرفض قطع العلاقات جملة وتفصيلاً».