متل القيادي في «التيار الوطني الحر» العميد اللبناني المتقاعد فايز كرم امس، أمام المحكمة العسكرية التي تابعت محاكمته بجرم التعامل مع إسرائيل والاجتماع مع احد ضباط الموساد وإعطائه معلومات عن اجتماعات تياره و«حزب الله» وقبوله مبالغ مالية. وخصصت الجلسة لسماع إفادات الشهود وجرى خلالها معاودة استجواب كرم بحضور وكيليه المحاميان رشاد سلامة وسندريلا مرهج حول نقطة وحيدة تركزت على الأرقام المشبوهة التي أجريت من خطوط أجنبية عائدة له، وبرر كرم تلك الاتصالات بأنه كان يجريها مع المدعو جو حداد لعلاقات تجارية معه. وشهدت الجلسة، التي تابعها نواب التيار إبراهيم كنعان ونبيل نقولا وحكمت ديب وزياد اسود وناجي غاريوس، الاستماع إلى احد ضباط فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي بشكل سري في غرفة المذاكرة بناء على طلبه وبرر الطلب ب «الحفاظ على امنه الشخصي» فجرى ذلك. ولم تخل الجلسة من تعليقات النواب الحاضرين على طبيعة الأسئلة التي كانت تطرح على العميد كرم وعلى الشاهدين السكرتيرة الخاصة لكرم والطبيب الذي عاينه في مكان توقيفه لدى فرع المعلومات. وعندما سئل كرم عن سبب استعماله خطين احدهما نمسوي وآخر ألماني أثناء وجوده في لبنان ولم يستعملهما خلال سفراته إلى الخارج، قال انه لم يكن «بحاجة للاتصال بحداد المذكور أثناء وجوده في الخارج لأن محاميه كانوا يتابعون قضاياه معه، أما أثناء وجوده في لبنان فكان يتصل به لحل مسألة الضرائب». وبسؤال المحكمة عن سبب قوله في التحقيق الأولي انه بعد اكتشاف شبكات التجسس خاف، أجاب كرم بحدة: «لم يرد ذلك على لساني فلماذا أخاف؟ شوهوا سمعتي فما المأخذ علي لأخاف؟». وكان وكيلا كرم أصرا على سماع شاهدين اعتبر رئيس المحكمة أن لا علاقة لهما بموضوع الجرم فتدخل كرم موضحاً انه «عندما عرض عليه مبلغ 500 ألف دولار أثناء الانتخابات النيابية الأخيرة رفض ذلك فكيف له أن يقبل بمبلغ 7 آلاف يورو من الإسرائيليين؟». وأضاف انه اخبر الشاهدين بما حصل معه لهذه الناحية. وبالاستماع إلى ماتيلدا متى سكرتيرة كرم سئلت عما إذا كان كرم كلفها مرة إرسال رسائل عبر الهاتف إلى أصدقائه لحضور مقابلة ستجرى معه على تلفزيون «المنار»، فقالت إنها كانت ترسل مثل هذه الرسائل إلى أصدقاء كرم لكنها لم تعد تذكر على أي تلفزيون ستجرى المقابلة. أما طبيب القلب عبدو ضو فأفاد بأنه عاين كرم أثناء توقيفه ووضع تقريراً يفيد أن حاله مستقرة إنما بحاجة إلى إجراء تمييل للقلب لكونه يعاني من مرض القلب. وقال رداً على سؤال انه لدى معاينته لم يشاهد آثار ضرب على جسمه، وتدخل كرم موضحاً أن الطبيب عاينه بعد شهر وأسبوع من توقيفه. ثم أضاف الشاهد انه عاين كرم في مركز يوجد فيه جهاز تخطيط للقلب وأدوات طبية أخرى. ولدى دخول الضابط برتبة ملازم اول من فرع المعلومات الذي أجرى تحقيقاً مع كرم، توجه إلى رئيس المحكمة طالباً منه تحويل الجلسة إلى سرية. وبعد نحو 45 دقيقة الوقت الذي استغرقه الاستماع إلى الشاهد، رفعت الجلسة إلى 14 حزيران (يونيو) المقبل للاستماع إلى مزيد من الشهود وللمرافعة والحكم.