تراجع القيادي في «التيار الوطني الحر» العميد اللبناني المتقاعد الموقوف فايز كرم عن إفاداته في ما اتهم به من اتصال بالاستخبارات الإسرائيلية والتعامل معها متحدثاً عن «التعرض لتعذيب جسدي ومعنوي» أثناء التحقيق الأولي معه الذي تضمن اعترافات صريحة باتصاله بأحد الضباط الإسرائيليين المدعو رافي. واعتبر كرم أثناء استجوابه امس، أمام المحكمة العسكرية برئاسة العميد الركن نزار خليل أن «فرع المعلومات» أدانه بتهمة العمالة «بهدف إدانة النائب ميشال عون وبالتالي التيار الوطني الحر»، وقال: «أرادوا إدانة سياسية». واستغرقت الجلسة ساعتين ونصف الساعة، وروى كرم بإسهاب ما تعرض له من تعذيب لدى فرع المعلومات، متحدثاً عن «حال تسمم أصيب بها في تلك الفترة». وتحدث عن وقائع جديدة لم يسبق له أن ذكرها سابقاً مقحماً المدعو جو حداد لبناني يقيم في فرنسا قائلاً عنه انه ارتبط معه بعلاقة تجارية في فرنسا وكان يتصل به، كما أفاد بأن خطوطاً بلجيكية وألمانية ونمسوية استحصل عليها من حداد ومن بلجيكا وكان يتلقى من بلجيكا اتصالات من العقيد في الجيش السوري عدنان بلول الذي تربطه به علاقة عائلية وكانا يلتقيان في فرنسا. وبرر كرم الاتصالات التي كان يتلقاها من أرقام إسرائيلية من هذا المنطلق وهو تحدث تارة عن حداد وتارة عن ديبلوماسي بريطاني التقى به في فرنسا وطوراً عن صحافي و«قد يكونون جميعاً عملاء» متراجعاً عن اعترافاته السابقة لجهة تزويد المدعو رافي وهو ضابط إسرائيلي بمعلومات عن التيار و«حزب الله» والاجتماعات التي كانت تحصل بينهما، وقال في هذا السياق انه «لا يوجد رافي في الأساس وأنا اخترعت هذا الاسم لأن ابن خالي يدعى رافي لأن المحقق كان يريد أن اذكر اسماً، أي اسم». وعندما سئل كرم عن تفاصيل واردة في إفادته لا يمكن للمحقق أن يعلم بها من دون أن يذكرها كرم أمامه قال إن «المحقق أجاب عن معظم ما ورد في إفادتي التي وقعت عليها من الدون السماح لي بقراءتها وعندما كنت اروي له الحقيقة كان يتهمني بتلفيق أخبار». وقال كرم إن المحقق هدده في حال لم يؤيد إفادته الأولية أمام قاضي التحقيق الذي ابلغه بأنه سيعود إلى فرع المعلومات بعد الاستجواب. وقال انه جرى التشهير به بعد توقيفه وأنه سيقاضي كل من تناوله في تلك الاتهامات الباطلة. وسئل كرم بعدما اتهم فرع المعلومات بتلفيق تهم ضده عن سبب اختياره بالذات فقال إن السبب كونه مسؤول مكتب عون في باريس. وعن الرسائل التي ارسلها إلى عائلته وإلى عون أثناء توقيفه واعترف فيها بالتعامل، قال كرم إن المحقق أملى عليه كتابتها. وعن كيفية معرفة الإسرائيليين بلقائه نائب الأمين العام ل «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم واتصالاته بغالب أبو زينب ومحمد صالح واعترافه بذلك أثناء التحقيق، قال كرم إن زوجته «كانت الوحيدة على علم بذلك وكرمال شهداء الجيش والمقاومة انسحبت من الانتخابات النيابية». وأضاف أن «ما هو مكتوب عن علاقتي بالحزب مكتوب بلسان المحقق ولم يسألني الإسرائيليون عنه إنما المحقق». وتحدث كرم عن واقعة طلب رئيس فرع المعلومات العقيد وسام الحسن منه الحضور إلى مكتبه قبل أيام من توقيفه وإرجاء التحقيق معه إلى التاريخ الذي أوقف فيه متسائلاً: «هل أن الحسن كان يريد أن اهرب أم كان يحضر لي تهمة معينة؟». كما روى كرم واقعة لقائه مدير العمليات السابق في الجيش اللواء فرنسوا الحاج الذي اخبره «بأن فرع المعلومات ورّط الجيش بأحداث نهر البارد وأن الحاج اخبره أن احد قادة الأفواج سيقتل وجرى بعد ذلك اغتيال الحاج». وقال: «أعلمت الحسن بما قاله لي الحاج قبل اغتياله». وكان رئيس المحكمة طلب من وكلاء الدفاع عدم طرح أسئلة تخرج عن نطاق الملف بعدما حاولوا طرح أسئلة تتعلق بالعماد ميشال عون. وردت المحكمة الدفوع الشكلية التي طلب فيها وكيلا كرم المحاميان رشاد سلامة وسندريلا مرهج إبطال التحقيقات الأولية. وارجئت الجلسة إلى 21 نيسان (أبريل) المقبل للاستماع إلى زوجة كرم وإلى المحقق الذي أجرى التحقيق الأولي مع كرم.