تأثر الفنان السعودي تهامي عربي بالثورات العربية الأخيرة، خصوصاً ثورة ليبيا الأكثر عنفاً من غيرها من الثورات ليخرج منها حالة فنية متنوعة، مؤكداً ل «الحياة» أن وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، إضافة إلى موقعي التواصل الاجتماعي «فايسبوك» و «تويتر» وكل أصدقائه اجبروه على التأثر بالثورات. وقال عربي: «استخدمت في مجموعتي، طرقاً فنية كالرسم من خلال استكشافات بسيطة مباشرة و «الآرت جولري»، وهو استخدام الحلي لتوصيل فكرة معينة في قالب فني، والاسكتشات هنا كانت مكملة للفكرة وفي الوقت ذاته تعتبر حلاً مثالياً. أن الاسكتشات طبعت ووزعت مجاناً خلال عرض مجموعته في أحد المعارض والنسخ الكبرى منها كانت معلقة على الجدران، حيث لم يتجاوز عدد الحلي 12 قطعة». وأكد عربي: «لا احد يرغب في اقتناء قطعة من الحلي ترمز من قريب أو بعيد الى الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي، مضيفاً أن غالبية قطع المجموعة من عظام القفص الصدري والجماجم والعمود الفقري، وهو يرمز الى ما بقي من جثث الثوار التي شبعت من خطب القذافي وتحليلات خبراء الفضائيات وتصريحات أعضاء الناتو»، مشيراً الى أن العظام طليت باللون الذهبي ونُقشت فوقها بطريقة عشوائية حروف لا تكون جملة مفيدة وهي أشبه بكلمات الرئيس الليبي وخطاباته غير المفهومة. واستبدل عربي العقود العادية المألوفة بأسلاك شحن لوسائل حديثة كالآيباد والآيفون، موضحاً أن من طريق هذه الوسائل تصلنا لقطات استشهاد الثوار ومنها أيضاً نشاهد خطابات القذافي المملة... وعبّر عربي من خلال الاسكتشات عن شخصية القذافي بعفوية وبساطة، فهو إنسان استعراضي يحب لفت الانتباه إليه وكأنه لوحة إعلانية لمشروب غازي تجب مشاهدتها وهو إنسان متلون يعشق (الاستعراض). وعبّر الفنان السعودي عن حب القذافي للاستعراض بتغيير لون الصورة أربع مرات، وهي الطريقة التي ابتكرها اندي وارهول في ستينات القرن الماضي، مضيفاً أنه في أحد الاسكتشات رمز الى بطولات القذافي الوهمية بالقبضة التي تقبض على الطائرة الأميركية الحربية عند باب العزيزية، وهذا الاسكتش رسمه باليد اليسرى. وسار تهامي عربي على مقولة احد أساتذته الكبار، إذ قال له ذات يوم: «إذا أردت أن تعبر عن شيء غير مثالي فلا ترسمه بمثالية بل حوّل الفرشاة أو القلم من اليد اليمنى إلى اليسرى لتحصل على الفوضى المطلوبة».