رفضت الجزائر تضمين ملف ما يعرف ب «ممتلكات الأقدام السوداء» التي تعود إلى آلاف الفرنسيين المولودين في البلاد والذين غادروها بعد استفتاء تقرير المصير في 1962، خلال محادثات الرئيس إيمانويل ماكرون في الجزائر الأربعاء المقبل، ما يمثل تراجعاً عن قرار سابق للسلطات الجزائرية بقبول فتح هذا الملف الشائك. وأبلغ مصدر حكومي «الحياة» أن الجزائر وافقت في عهد الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند، على مناقشة ملفات محدودة العدد لفرنسيين غادروا الجزائر بعد سنوات من الاستقلال»، مضيفاً أن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة اعتبر في رسالة وجهها إلى باريس العام الماضي أن استرجاع السلطات ممتلكات تركها فرنسيون غادروا البلاد بعد الاستقلال عام 1962 كان أمراً شرعياً جاء رداً على ما فعله المستعمر الغاشم (فرنسا) بممتلكات أبناء بلادنا في الأربعينات من القرن العشرين». وكانت الجزائر أدرجت ملف «أملاك المعمرين» في المحادثات الرسمية بين البلدين خلال السنوات الأخيرة، ما شكل صدمة لدى منظمات ثورية ووطنية. وستستغرق زيارة ماكرون للجزائر ثماني ساعات فقط، وتتضمن لقاء مع الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة ومأدبة عشاء، على أن يغادر في ساعة متأخرة من الليل. وتترقب الجزائر خطاباً من ماكرون قد يثير ملف الذاكرة، ويصف فيه استعمار بلاده للجزائر بأنها «جريمة إنسانية»، وهو ما أعلنه خلال حملته الرئاسية في شباط (فبراير) الماضي. لكن سياسيين جزائريين لا يستبعدون تراجع ماكرون عن هذا الخطاب بسبب وجود رفض داخلي له.