كثفت قوات العقيد معمر القذافي أمس قصفها مدينة مصراتة المحاصرة منذ نحو شهرين، ما أدى الى سقوط قتلى وجرحى ودفع الثوار إلى المطالبة بتدخل دولي لإنقاذ المدينة التي تعد آخر معاقلهم في غرب ليبيا. وفيما أعلنت بريطانيا إرسال خبراء عسكريين لمساعدة الثوار،أكدت فرنسا عزمها تكثيف غاراتها الجوية على معاقل القذافي، وإن رفضت «تماماً» إرسال قوات برية. وقال ناطق باسم المعارضة نقلاً عن سجلات طبية أن مئات الأشخاص قُتلوا في مصراتة التي تقول المعارضة إنها حققت تقدماً ميدانياً فيها رغم القصف. وأعلنت جماعات إغاثة أن الوضع يتدهور في المدينة، التي يقطنها 300 ألف شخص، مع وجود نقص في الغذاء والدواء والسلع الأساسية الأخرى. وأعلنت «منظمة الصحة العالمية» أن أطباء من «اتحاد الأطباء العرب» توجهوا إلى مستشفى مصراتة «المكدس»، «يواجهون صعوبات في إجراء الجراحات، لأن القدرة بلغت مداها، وهناك 120 مريضاً في حاجة إلى نقلهم». ونقل عن الأطباء أن 30 مريضاً في المتوسط مصابون بجروح متعددة وفي حاجة إلى جراحة ينقلون الى المستشفى يومياً. في غضون ذلك، أكد حلف شمال الأطلسي أنه شن غارات «عدة» استهدفت مراكز قيادة لقوات القذافي، بما في ذلك في طرابلس. وقال في بيان إن طائراته شنت «غارات متعمَّدة وعديدة على مراكز قيادة ومراقبة لنظام القذافي». وأوضح أن الأهداف التي قُصفت تضم «بنى تحتية للاتصال تُستخدم لتنسيق الهجمات على المدنيين والمقر العام للكتيبة ال32 (الجيش الليبي) الواقع على بعد 10 كيلومترات جنوبطرابلس». وأكد التلفزيون الليبي أن طائرات الحلف شنت غارات جوية على طرابلس وسرت أمس. وأشار إلى أن «مدينتي طرابلس وسرت تعرضتا في الساعات الأولى من صباح الثلثاء إلى قصف العدوان الاستعماري الصليبي». وتابع أن الحلف قصف أيضاً منطقة الهيرة في مدينة العزيزية «قبل قليل»، من دون ذكر المزيد من التفاصيل. إلى ذلك، اعتبر رئيس المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل المعارضة مصطفى عبدالجليل أن القذافي «لن يتخلى ابداً عن الحكم الا بالقوة». وقال، بعد لقائه وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني في روما أمس، إن إيطاليا وفرنسا وقطر التي اعترفت بالمجلس كمحاور شرعي «لن تندم على ذلك». وأضاف: «سيكون هناك تعاون وروابط صداقة، خصوصاً مع ايطاليا وفرنسا وقطر ثم مع دول صديقة أخرى مثل بريطانيا والولايات المتحدة». ويلتقي عبدالجليل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في باريس اليوم. وقال مصدر مقرب من المعارضة إن عبدالجليل سيطلب من حلف شمال الاطلسي تصعيد ضرباته الجوية وقد يقدم قائمة بأسماء مسؤولين في طرابلس يمكن ان تتعامل معهم المعارضة في حال رحيل القذافي. وأضاف أنه «سيحضر معه معلومات دقيقة عن أهداف عسكرية داخل مصراتة»، فيما ذكر مكتب ساركوزي أن المحادثات ستركز على «سبل الانتقال الديموقراطي في ليبيا». وكانت فرنسا أعلنت أمس أنها «تعارض كلياً» إرسال قوات إلى ليبيا، معتبرة أن الثوار هم الذين يجب أن يتولوا توجيه طائرات حلف شمال الأطلسي، لكنها تعهدت تكثيف غاراتها الجوية، فيما أعلنت بريطانيا عزمها إرسال خبراء عسكريين إلى ليبيا «لتقديم المشورة إلى المجلس الوطني الانتقالي حول طريقة تحسين بنى تنظيمه العسكري ووسائل اتصالاته وقدراته العملانية، وحول أفضل الوسائل لتوزيع المساعدة الانسانية والطبية». لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رأى أن تفويض الأممالمتحدة انتهك في ليبيا. وقال إن «الملح هو التوصل الى وقف لاطلاق النار»، معرباً عن أسفه «لرفض المعارضة التفاوض بسبب مواقف بعض البلدان الغربية». وشدد على أن «مجلس الأمن لم يحدد هدفاً يقضي بتغيير النظام في ليبيا أو في بلد آخر والذين يستخدمون قرار مجلس الأمن لبلوغ هذا الهدف يخرقون تفويض الأممالمتحدة».