في الوقت الذي يدشن فيه المرور حملته المرورية الثانية لمواجهة المخالفين لأنظمة الوقوف في المواقف المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، طالب عدد من الاختصاصيين الاجتماعيين بتكثيف التوعية بأهمية عدم الوقوف في هذه الأماكن، كما طالبوا بتغليظ المخالفات عليهم. ودشن المرور السعودي حملته الميدانية الثانية أمس (الجمعة) في جميع مناطق المملكة، لمواجهة المخالفين لأنظمة الوقوف في المواقف المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، وتضمنت الحملة سحب وحجز سيارات المخالفين ومستخدمي مواقف ذوي الاحتياجات الخاصة في الأسواق والمحال العامة. وتأتي هذه الحملة على مستوى المملكة، في إطار وقف استعمال مواقف ذوي الاحتياجات الخاصة من غير أصحابها. وقال الاخصائي الاجتماعي الدكتور عبدالعزيز المشيقح: «إن المبادرات التي يطلقها المرور هي دائماً في خدمة المواطنين، وخصوصاً فيما يخص ذوي الاحتياجات الخاصة، وهذه الفئة لها حق على جميع أفراد المجتمع»، موضحاً أن ذوي الاحتياجات الخاصة يشكلون محوراً مهماً في مجتمعنا السعودي، والدولة توليهم اهتماماً كبيراً، بما في ذلك مواقف السيارات الخاصة بهم، نتيجةً لقربهم من المرافق الحكومية والأهلية والمستشفيات وخصصت لهم مواقف. وأضاف: «علينا أن نتعاون وألّا نقف في هذه الأماكن، ما يستوجب مخالفات صارمة وقوية لمن يخالف هذه التعليمات، كما يجب أن تكون هناك توعية تثقيفية في المدارس والجامعات بمعرفة هذه الأماكن والاهتمام بها وعدم التطاول على مواقف سيارات من خصصت لهم، لأنهم أحوج الناس إلى الوصول إلى هذه المرافق، وفي كثير من دول العالم نجد مرافق جميلة تهتم بهذه الفئة، ونحن في السعودية يحثنا ديننا الحنيف على احترام هذه الفئة وتقديم المساعدة لها، وما ينقصنا فقط هو التوعية، وتكون المخالفات متواكبة مع التوعوية». وتابع: «ترتقي الأمم باحترام الأنظمة والقوانين، وتتعاظم حين تحترم كل فئات المجتمع، وبخاصة الفئات التي تحتاج إلى العناية بسبب ظروف إعاقتهم الجسدية، والمملكة العربية السعودية تهتم بهذه الفئات منطلقة من دينها وتعاليمها، التي حث عليها الإسلام، ونحن بدورنا نثمن هذه الخطوات الرائدة، وما أجمل تلك اللوحة التي قرأتها، ومضمونها: «خذ إعاقتي وأعطيك موقف سيارتي» فنأمل من جميع المواطنين بالتفاعل مع هذه الحملة». من جهتها، ذكرت الدكتورة رجاء القحطاني أن مواقف ذوي الاحتياجات الخاصة هي من أبسط حقوقهم، وعلينا نحن - المجتمع - أن نحترمها وأن نقدر أهمية الخدمات المقدمة لهم، وهذا توجه كل فرد سوي، إلا أن الخطأ وارد، سواء أكان غير مقصود أم ناتج عن استهتار وعدم إدراك لمدى أهمية مواقف السيارات لذوي الاحتياجات الخاصة، وهذه الفئة التي يحتاج المرور إلى إعطائها درساً يذكرها بأهمية احترام المواقف المخصصة للمرضى، من خلال الغرامات المالية المعقولة. وفِي السياق ذاته، ذكرت الدكتورة عايشة زاهر أن دولتنا ما زالت تبهرنا بالقرارات الحازمة، وهذه الحملة ذات أهمية خاصة بفئة خاصة، ونشكر المرور على تنفيذ هذه الحملة، التي تهتم بحفظ حقوق فئة غالية على قلوبنا، ألا وهي فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو قرار صائب، ونشد على أيديهم وندعمهم، بل ونُطالب بتغليظ العقوبة حيال كل من لا يملك وازعاً إنسانياً ولا ضميراً فيسهم في حرمان هذه الفئة من حقوقهم. وأشارت إلى أن استغلال الأصحاء مواقف السيارات المخصصة لهذه الفئة يُعد نوعاً من الاستهتار والتصرف غير الإنساني، بل ويدخل في مجال سلب الحقوق، ولا شك في أن ذلك يعود إلى وجود قصور في الثقافة المجتمعية، وهذه الحملة يجب أن تشارك فيها جميع مؤسسات المجتمع، لدعمها ومنع المستهترين من التعدي على تلك المواقف التي تخص هذه الفئة، وتطبيق إجراءات صارمة تجاه كل من يتهاون في هذا الأمر، لأن مثل هذه التصرفات «اللاإنسانية» التي تصدر من أفراد مستهترين تزيد في معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة في الوصول إلى الأماكن التي يرغبون فيها لقضاء حاجاتهم، وخصوصاً أن الدولة صممتها لهم بمواصفات خاصة تتمشى مع قدراتهم، لذا نُطالب بعقوبات صارمة رادعة تقضي على هذه الظاهرة. ... والأحمري: لفتة مهمة لحماية حقوقهم «النظامية» أكد الخبير الأمني اللواء مستور الأحمري أن ما قامت به إدارة المرور في الحملة النظامية هي خدمة لفئة مهمة من المجتمع، مشدداً على أن هذه الفئة تحتاج إلى حماية حقوقهم الممنوحة لهم نظامياً وإنسانياً واجتماعياً، وهي فئة ذوي الاحتياجات الخاصة. وتتركز الحملة في معاقبة من يستخدم مواقف السيارات المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة عند المراكز التجارية والإدارات الحكومية والمدارس والمستشفيات، لافتاً إلى أنها نظرة موفقة من إدارة المرور لتوفير بيئة مساعدة لهذه الشريحة. وأضاف: «علينا كمواطنين مساعدة المرور في هذا التوجه الإنساني الحضاري، لنجاري الأمم الراقية في التعامل مع فئة من فئات المجتمع غالية علينا جميعاً». مبيناً أنه من ناحية نظامية، فإن هذه الحملة ستزرع احترام اللوحات المخصصة لوقوف سيارات هذه الفئة من المجتمع، ليتمكنوا من قضاء حاجاتهم بسهولة ويسر عندما يتوجهون إلى أي مكان خدمي أو حكومي أو ترفيهي. وتابع: «لو خصص عدد أكبر من المواقف والممرات ضعف المعمول به حالياً، ففي مواقف بعض الأسواق لا تجد إلا موقفاً واحداً أو اثنين، وذلك للتيسير أكثر على هؤلاء الناس احتراماً لخصوصيتهم، ولمساعدتهم على تجاوز متاعبهم»، مؤكداً أن هذه الحملة تمثل خطوة إيجابية من إدارة المرور.