ارتفعت العقود الآجلة للنفط أمس، بعدما اتفقت «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) والمنتجين الكبار خارجها، على تمديد خفض الإنتاج حتى نهاية عام 2018. وزاد سعر برميل الخام الأميركي في العقود الآجلة 17 سنتاً أو 0.3 في المئة إلى 57.57 دولار. وارتفع سعر خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة تسليم شباط (فبراير) 24 سنتاً إلى 62.87 دولار. وأعلن وزير الاقتصاد الروسي ماكسيم أورشكين أمس، أن وزارته «سترفع توقعاتها لسعر النفط لعام 2018، بعدما اتفقت أوبك ومنتجون غير أعضاء في المنظمة بقيادة روسيا، على تمديد خفوضات إنتاج النفط».ولفت الى «رفع التوقعات للبرميل من خام الأورال إلى آكثر من 50 دولاراً مقارنة بتقديراتها السابقة البالغة 43.8 دولار». وفي المواقف أيضاً، أكد رئيس شركة «لوك أويل» الروسية وحيد ألكبيروف، أن أسواق النفط «لن تشهد ارتفاعاً محموماً مثلما حدث خلال صعود الأسعار في العقد الماضي، في وقت يرتفع الطلب العالمي سريعاً، ويبلي فيه التحالف بين «أوبك» وبعض الدول غير الأعضاء في المنظمة بلاء حسناً». وتوقع ألكبيروف، أن «ينمو الطلب العالمي على النفط 1.8 مليون برميل يومياً العام المقبل». كما رجح أن «تزيد إمدادات النفط من المنتجين الذين لا يشاركون في خفض الإنتاج 0.8 مليون برميل يومياً العام المقبل». وساعدت خفوضات الإنتاج في تقليص فائض مخزون النفط العالمي بواقع النصف خلال العام الأخير، ما سمح للأسعار بالعودة إلى مستوى يفوق 60 دولاراً البرميل من مستوى منخفض بلغ 27 دولاراً في كانون الثاني (يناير) 2016. وأحيت زيادة الأسعار شبح السوق الصاعدة التي شهدها العقد الماضي، حين ارتفع خام القياس العالمي مزيج برنت فوق 147 دولاراً. وقال ألكبيروف، «إذا شهدت سوق النفط ارتفاعاً محموماً، فستضخ «أوبك» وحلفاؤها إنتاجاً جديداً لاستعادة التوازن في السوق». وشكّك في احتمال «عودة السوق إلى وضع تشهد فيه تخمة كبيرة في المعروض، في وقت يظهر المنتجون غير المشاركين في الاتفاق بما في ذلك في الولاياتالمتحدة، انضباطاً أكبر في زيادة إنتاجهم». ولاحظ أنها «المرة الأولى التي لا نسمع انتقاداً حاداً من أولئك الذين لا يشاركون في الاتفاق»، لافتاً إلى أن «الجميع يدعمون التدابير (الرامية) إلى تحقيق الاستقرار في السوق». وذكر ألكبيروف أن «جميع المنتجين يظهرون ضبطاً للنفس، والجميع يريدون سوقاً مستقرة ولا يسعون إلى ارتفاعات في الأسعار نتيجة المضاربات». وقال «أرغب في استقرار السعر عند المستويات الحالية بين 60 و65 دولاراً». وفي مجال تلزيم مشاريع التوسّع، أكد ناطق باسم «سامسونغ للهندسة» الكورية الجنوبية، وهي عضو في كونسورتيوم تقوده «تكنيب أف أم سي»، مقرها بريطانيا، أن شركة «نفط البحرين» (بابكو) التي تديرها الدولة أرست على الكونسورتيوم عقداً لتوسيع مصفاة النفط الوحيدة في البحرين. وأوضحت الشركة في بيان، أن الكونسورتيوم «تلقى خطاب الترسية من «بابكو» في 30 من الشهر الماضي، لتنفيذ المشروع بعقد قيمته الإجمالية 4.2 بليون دولار». وتخطط البحرين منذ وقت طويل لتوسيع المصفاة بتكلفة قد تصل إلى 5 بلايين دولار، وفقاً لتقديرات مسؤولين. ويضم الكونسورتيوم أيضاً «تكنيكاس ريونيداس» الإسبانية. وكان وزير النفط البحريني الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة، أعلن أن «توقيع العقد سيكون قبل نهاية العام». وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمصفاة 267 ألف برميل يومياً، لكن برنامج تحديث «بابكو» يهدف إلى زيادة طاقتها إلى 360 ألف برميل يومياً، عبر إضافة بعض الوحدات واستبدالها. وتعتمد البحرين في معظم نفطها على الإنتاج من حقل أبو صفا الذي تتقاسمه مع السعودية. ومن المنتظر أن يحل خط أنابيب جديد مكان خط متقادم تبلغ طاقته 230 ألف برميل يومياً، ما يسمح للمصفاة بتكرير مزيد من النفط بعد التوسع.