ارتفعت أسعار النفط أمس بعدما أكدت «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) أنها ملتزمة تقليص تخمة المعروض في الأسواق العالمية من الخام، بيد أن زيادة إنتاج النفط الصخري في الولاياتالمتحدة والمخزونات العالمية التي لا تزال مرتفعة، ما زالت تنذر بتراجع الأسعار. وارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج «برنت» 27 سنتاً إلى 55.16 دولار للبرميل، بينما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 20 سنتاً إلى 52.61 دولار للبرميل. وتراجع النفط في الجلستين السابقتين لكنه تلقى دعماً من تصريحات الأمين العام ل «أوبك» محمد باركيندو التي قال فيها إن المنظمة ملتزمة استعادة الاستقرار إلى السوق من خلال تقليص المخزونات العالمية لتصل إلى متوسط مستوياتها في خمس سنوات. غير أن محللين حذروا من أن الأسعار قد تنخفض بسرعة. وقال باركيندو الذي كان يتحدث في الإمارات العربية المتحدة، إن بيانات آذار (مارس) تظهر التزاماً أفضل بالاتفاق من قبل منتجي النفط مقارنة بشباط (فبراير). وقال باركيندو ل «الحياة» ان اللجنة الوزارية التي تراقب التزام المشاركين في الاتفاق بخفض الإنتاج ستجتمع في فيينا غداً وسيدرسه الاجتماع الوزاري ل «أوبك» في 25 أيار (مايو) لتحديد الخطوة المقبلة. وسينظر في التقرير أيضاً اجتماع يضمن المشاركين في اتفاق خفض الإنتاج الأعضاء وغير الأعضاء في المنظمة. ولفتت مصادر إلى أن سعر سلة «أوبك» الذي يمثل متوسط أسعار نفوط الدول الأعضاء تراجع نهاية آذار (مارس) مقارنة بنهاية شباط (فبراير) 3.05 دولار للبرميل، أو 5.7 في المئة. ولفتت المصادر إلى أن المخزونات العالمية لا تزال مرتفعة. واعتبرت أن الأمرين يستدعيان تمديداً للعمل باتفاق خفض الإنتاج. لكن المخزونات وإنتاج النفط الصخري في الولاياتالمتحدة يثيران شكوكاً فغي شأن كفاية خفوضات الإنتاج. وأظهرت بيانات من معهد البترول الأميركي الثلثاء، أن على رغم انخفاض مخزونات النفط بواقع 840 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في 14 نيسان (أبريل)، إلا أنها ما زالت قرب مستويات قياسية مرتفعة. إلى ذلك، أفادت مذكرة صادرة عن شركة «اف جي إي» لاستشارات الطاقة بأن من المتوقع أن تخفّض إيران صادرات المكثفات إلى 450 ألف برميل يومياً بحلول حزيران (يونيو) أو تموز (يوليو)، إذ سيرتفع الطلب المحلي مع بدء تشغيل وحدة فصل جديدة. ووصلت صادرات المكثّفات إلى مستوى قياسي مرتفع بلغ 800 ألف برميل يومياً في آذار مع قيام إيران بسحب النفط من المخزون. وأفادت الشركة بأن إيران أوقفت استيراد البنزين في آذار، إذ ستزيد وحدة الفصل الجديدة ومشروعات التطوير في مصفاتي لاوان وبندر عباس الإنتاج المحلي في الربع الثاني من العام الحالي.